تصاعدت امس احتجاجات المصريين لليوم الخامس على التوالي، فيما بدت الاوضاع الامنية خارجة عن السيطرة رغم نزول الجيش المصري الى الشوارع، وفي تطور لافت، اعلن رسميا عن تعيين رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية وذلك بعد ساعات من تقديم الحكومة المصرية استقالتها كما كلف الرئيس المصري الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة خلفا للحكومة المستقيلة برئاسة د. أحمد نظيف، وكان شفيق يشغل منصب وزير الطيران المدني في حكومة نظيف المستقيلة وكان قبلها رئيسا لشركة مصر للطيران بعد أن كان قائدا للقوات الجوية المصرية. بينما عاد رئيس اركان الجيش الفريق سامي عنان الى القاهرة مختصرا زيارة كان يقوم بها الى الولايات المتحدة.
وبشكل مأساوي انتشرت أعمال السلب والنهب في احياء كثيرة بالعاصمة المصرية، وحاول مخربون سرقة مقتنيات المتحف الوطني إلا أنهم فشلوا في ذلك وقاموا بالتسبب بأضرار كبيرة لمبنى المتحف وثرواته.
وقد بثت وسائل الاعلام رسائل استغاثة من سكان مناطق الرحاب والتجمع الخامس والمعادي، ودعوا فيها الجيش الى حمايتهم في وجه عصابات قالوا انها منظمة احتجزوهم في منازلهم ومنعوهم من المغادرة.وتتضارب الانباء حول اعداد ضحايا الذين سقطوا خلال تصدي الشرطة لتظاهرات الغضب في مصر وتتراوح التقديرات حتى مساء أمس بين سبعين ومائة قتيل وأصيب أكثر من 2000.
ودفعت هذه التطورات الأمنية وزارة الدفاع إلى اصدار بيان تلاه المتحدث باسمها مساء امس قائلا: ان الجيش يدعو المصريين للتقيد بحظر التجول لتفادي أعمال النهب وهجمات وتخريب المباني العامة والخاصة.
وحذر البيان، من أن الدولة ستتعامل «بحزم» مع المخالفين، وأكد التلفزيون المصري بعد خطاب وزارة الدفاع ان القوات المسلحة دفعت بتعزيزات لجميع الاحياء والمدن بكل المحافظات لمطاردة الخارجين على القانون.
من جهته، أعلن رئيس مجلس الشعب أحمد سرور أن الرئيس مبارك مازال يمارس مهامه بشكل طبيعي، مؤكدا أنه اختار اسماء محترمة للمرحلة المقبلة. وردا على سؤال حول مطالب المتظاهرين بحل مجلس الشعب واعادة الانتخاب، أكد سرور أن الموضوع غير مطروح وأن المطروح هو انتظار قرار محكمة النقض التي تنظر في طعون موجه بعضوية عدد من اعضاء مجلس الشعب الجديد، وتصحيح عضوية بعضهم.
مواصلة الاحتجاج
وكان عشرات الآلاف يهتفون ملء حناجرهم في ميدان التحرير بوسط القاهرة منذ ظهر امس مواصلين احتجاجاتهم غير ان خارجين على القانون، يؤكد المتظاهرون انهم اطلقوا من اقسام الشرطة والسجون عن قصد، يقومون بأعمال نهب وسلب وكان دوي طلقات الرصاص الذي يطلقه هؤلاء مسموعا في عدة مناطق في القاهرة.
وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس دبابات تسير في شارع قصر النيل بوسط المدينة والمتظاهرون يحيونها بالتصفيق والهتاف.
وحمل المتظاهرون في ميدان التحرير ضابطا برتبة نقيب يرتدي زيه العسكري على اكتافهم وهم يرددون شعارات منددة.
وفيما دعا الجيش المصري «شعب مصر العظيم» الى عدم التجمع حتى يتسنى السيطرة على اعمال التخريب والالتزام بحظر التجوال الذي تم تمديده ليصبح من الرابعة مساء الى الثامنة صباحا بدلا من السادسة مساء الى السابعة صباحا، الا ان عشرات الآلاف من المصريين لم يستجيبوا لحظر التجوال واستمروا بالتظاهر في أحياء القاهرة وغيرها من المدن.وقد ناشد الجيش في بيان سابق تلي على التلفزيون الرسمي المواطنين حماية انفسهم والتصدي للمخربين واللصوص وحماية مصالح الامة وحماية انفسهم.
كما اعلن التلفزيون بعد ظهر امس ان امين تنظيم الحزب الوطني الحاكم الذي يعد الرجل الثالث في النظام استقال من موقعه في الحزب وقبلت استقالته وسط انباء ترددت عن هروبه.
وبحسب المصدر نفسه فقد عقد مبارك «اجتماعات سياسية مهمة» امس مع عدد من الشخصيات في مقر الرئاسة.
وقالت مصادر أمنية إن نحو ألف شخص هربوا من أماكن الحجز في أقسام شرطة في القاهرة بعد حرقها ونهبها منذ بداية احتجاجات الغضب وقال مصدر إن محتجين تعمدوا اقتحام أقسام الشرطة لإطلاق محتجزين.
واشتعلت النار في أقسام شرطة الأزبكية والبساتين ومصر القديمة والزاوية الحمراء وعين شمس.
وقال مصدر إن النار أشعلت في قسم اول مدينة نصر لكن رجال الشرطة أمكنهم إخماد النيران.
مهاجمة فرع للبنك المركزي
بموازاة ذلك، قال شاهد عيان إن الجيش المصري استخدم الدبابات وأطلق أعيرة نارية في الهواء لإجبار المئات من المحتجين على التراجع عن مهاجمة مدخل مبنى تابع للبنك المركزي في إحدى ضواحي القاهرة.
وفر المحتجون الذين كانوا يستخدمون ألواحا خشبية لاقتحام المبنى الذي تطبع فيه العملة بعدما رأوا الدبابات تقترب وسمعوا إطلاق النار.
وفي نفس السياق، قال شهود عيان إن محتجين في محافظة أسوان بأقصى جنوب مصر أحرقوا مقر الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مدينة إدفو واقتحموا مقر البنك الأهلي المصري في مدينة كوم امبو. وقال شاهد «النار أكلت مقر الحزب الوطني».
واضاف شاهد في كوم امبو إن المحتجين حطموا واجهة مقر البنك الأهلي المصري قبل اقتحامه.
|
صور مأخوذة عن التلفزيون لأعمال التخريب التي طالت المتحف الوطني المصري أمس |
واقرأ ايضاً:
صاحب السمو يأمر بإعادة المواطنين والمقيمين العالقين بالقاهرة على رحلات مجانية.. و مطالبة بتأجيل اختبارات طلبتنا بالجامعات والمعاهد المصرية.. والعائدون لـ «الأنباء»: الأوضاع في مصر خطيرة ومأساوية
الأحداث في العالم العربي تكشف ضعف الولايات المتحدة في المنطقة
مواقف متناقضة في الصحف الأميركية من الوضع في مصر
التداعيات الإستراتيجية لأحداث مصر
أبرز القوى السياسية المعارضة
أميركا تمشي على خيط رفيع بين مبارك والمحتجين.. وحقائق عن المعونات الأميركية لمصر
دعوات على الـ «فيس بوك» للتظاهر ضد الحكومة السودانية اليوم.. والشارع الجزائري قد ينفجر في أي لحظة
تسلسل الأحداث والتحركات الاحتجاجية في مصر
إيران تدعم المتظاهرين المصريين «المطالبين بالعدالة».. وحذر أميركي ـ إسرائيلي من تنامي الحركات الإسلامية
وقف التداول بالبورصة المصرية وتعطيل البنوك اليوم.. ومسؤول في «البنك الوطني»: فروع البنك في مصر آمنة والودائع مضمونة بنسبة 100%
القرضاوي للشرطة المصرية: لا تقتلوا المتظاهرين فقتل المسلم حرام
«ويكيليكس»: واشنطن موّلت منظمات مصرية تدعو إلى الديموقراطية
تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب
الأردن يمنع محاكمة 5 مواقع إلكترونية انتقدت رئيس الوزراء
ماذا سيحدث بعد احتجاجات مصر؟
مراقب: الكلمات الأكثر رعباً «مصر ما بعد مبارك»
«الغارديان»: مبارك سيتصدى للعاصفة