أفتى عدد من شيوخ وعلماء الدعوة السلفية في مصر بعدم المشاركة في التظاهرات مع تأكيدهم على عدم الرضا عن أي مظلمة صغيرة أو كبيرة أصابت أحدا من الشعب المصري. وقالت الفتوى: رغم تعرض الدعوة لحملات الطعن والاتهامات الكاذبة، وتشويه الصورة ولأنواع من الظلم على رموزها وأبنائها، إلا اننا انطلاقا من تمسكنا بديننا وشعورنا بالمسؤولية تجاه بلادنا وحرصا على مصلحتها وتقديما وتغليبا لأمن العباد والبلاد في هذه الفترة العصيبة، وتفويتا لمقاصد الأعداء التي تهدف الى نشر الفتن نرى عدم المشاركة في تظاهرات الخامس والعشرين من يناير وكلام المشايخ واضح جدا في ذلك والأوضاع مختلفة بين مصر وتونس!
وأضافت: لا يعني هذا رضانا عن أي مظلمة صغيرة أو كبيرة أصابت الناس وأعظمها تغييب شرع الله لكننا نأتمر بما أمرنا الله به من الدعوة الى الله بالتي هي أحسن وبما لا يعقبه مضرة أكبر.
وتوجهت الفتوى للذين يدعون الشباب للمشاركة خاصة الذين لا يعيشون بيننا لو كنتم بمصر لكان عليكم ألا تتخذوا موقفا انفراديا دون الرجوع لمشايخ الدعوة، فكيف وأنتم غائبون؟ والمشايخ في الاسكندرية جميعهم ـ بعد تشاورهم ـ متفقون على ما ذكرت!
من جهتها أصدرت جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر بيانا حول ما تشهده الساحة هناك من احداث ومظاهرات، وقد جاء البيان مطالبا جموع المتظاهرين بالكف عن التظاهر والعودة الى أعمالهم درءا للفتنة، وحتى يعود الأمن والاستقرار لما كان عليه!!
ونقل البيان على لسان د.عبدالله شاكر الجنيدي الرئيس العام لأنصار السنة المحمدية بمصر قوله: «لقد جرب الناس قبلكم الخروج على حكامهم فلم يروا إلا شرا. نسأل الله العافية كما أدعو المسؤولين الى معالجة الأمور بحكمة وسداد بما يرضي رب العباد ونحن معشر أهل السنة نبرأ الى الله مما يحدث»!
وقال البيان: «ان الإسلام جاء بحفظ المصالح وتكميلها ورعايتها لتسعد البشرية بدين رب العالمين»، واعتبر ان ما يجري في مصر من مظاهرات أدت الى فوضى عارمة ومفاسد عظيمة لا أصل له في دين الإسلام، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن الخروج على الحكام والولاة لما يترتب على ذلك من إراقة للدماء وقتل للأبرياء وانتهاك للحرمات، وهذا واقع الآن في مصر بسبب هذه المظاهرات!
ثم وجه البيان نداء الى جموع المتظاهرين للكف عن ذلك: والقيام بأعمالهم، ومراعاة الحقوق الواجبة عليهم تجاه دينهم ووطنهم، وأذكرهم ببعض الأحاديث الناهية عن الخروج على الولاة، حتى ولو كانوا ظلمة فاسقين درءا لمفسدة الفتن المترتبة على الخروج، ففي البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: «دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا ان بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، إلا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان»، وقد اخذ جمهور أهل السنة بهذا الحديث وما في معناه وأجمعوا على ذلك.
ثم انتهى البيان بمناشدة المتظاهرين للكف عن ذلك، والانصراف إلى أعمالهم ليعود الى الشارع أمنه واستقراره كما كان عليه الأمر قبل هذه الفتنة!
ونحن معشر أهل السنة نبرأ الى الله مما يحدث، والله الهادي الى سواء السبيل!