أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن إجراء المزيد من الإصلاحات السياسية في البلاد، معربا من جهة أخرى عن ارتياحه لانتقال السلطة بشكل سلس في لبنان.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت أمس إن المظاهرات في مصر وتونس واليمن تطلق «حقبة جديدة» في الشرق الأوسط ويتعين على الحكام العرب بذل المزيد من الجهود لتلبية طموحات شعوبهم الاقتصادية والسياسية.
وأشار إلى أن لديه وقتا أكثر من الرئيس حسني مبارك كي يجري إصلاحات بما أن معارضته لإسرائيل وأميركا جعلت موقعه أفضل في بلاده.
وشدد على أن الوضع «مستقر» في سورية لأنه «يجب أن تكون قريبا جدا من معتقدات شعبك هذه القضية الأساسية وحيث يوجد تباعد ستجد هذا الفراغ الذي يخلق الاضطرابات».
واضاف ان التسلسل الهرمي الحاكم في سورية يرتبط ارتباطا وثيقا بمعتقدات الشعب وانه لا يوجد سخط جماهيري، لافتا الى ان «هذه هي القضية الاساسية. عندما يكون هناك اختلاف بين سياستكم ومعتقدات الشعب ومصالحه سوف تكون هذه الفجوة التي تخلق الاضطرابات» اضاف «وهكذا يصبح الامن اولا. وكيف يمكنك تحقيق استقرار بلدك وكيف يمكنك حماية مجتمعك من المتطرفين...ثانيا الاقتصاد هذه الاولوية الثانية الملحة».
واعتبر الرئيس السوري ان اوضاع بلاده «افضل من ست سنوات مضت ولكنه ليس الوضع الامثل. لايزال امامنا طريق طويل لنقطعه.. لكي نكون واقعيين علينا ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق هذا الاصلاح».
وقال الأسد إنه سيجري إصلاحات سياسية هذا العام من خلال إجراء انتخابات بلدية ومنح المنظمات غير الحكومية المزيد من السلطات وسن قانون جديد للإعلام.
غير أن الأسد استبعد تبني إصلاحات سريعة وجذرية مثل التي ينادي بها المتظاهرون في شوارع القاهرة وتونس لأن بلاده تحتاج إلى بناء المؤسسات وتحسين التعليم قبل انفتاح النظام السياسي في سورية محذرا من أن المطالب بالإصلاحات السياسية السريعة قد يكون لها ردة فعل سلبية في حال لم تكن المجتمعات العربية جاهزة لها. وقال «ستكون حقبة جديدة باتجاه المزيد من الفوضى أو المزيد من المؤسساتية هذا هو السؤال».
وفيما يتعلق بلبنان أعرب الأسد عن ارتياحه لأن «الانتقال بين الحكومتين في لبنان حصل بسلاسة لأننا كنا قلقين وأضاف «كان من السهل جدا اندلاع نوع من الصراع كان ليتطور إلى حرب أهلية».
وقال الأسد من جهة أخرى إنه يشارك الولايات المتحدة هدفها في القضاء على تنظيم القاعدة غير أنه شدد على أن إيران حليف أساسي لسورية وقال «لا يمكن لأحد أن يتغاضى عن إيران أعجبك ذلك أو لا».
وفيما يتعلق بمحادثات السلام قال إن سورية منفتحة على المفاوضات مع الإسرائيليين حول هضبة الجولان غير أنه قال إنه لا يظن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد للانخراط في العملية مثل سلفه إيهود أولمرت الذي قال إنه اقترب معه من التوصل لاتفاق في العام 2008.
وقال «كلا (عملية السلام) لم تمت لأنه لا يوجد أي خيار آخر» وفي حال التحدث عن موت محادثات السلام «يعني ذلك أنه على الجميع الاستعداد للحرب التالية».
كما نفى الأسد الاتهام التي توجه إلى حكومته بتسليح حزب الله بشكل مباشر، واستبعد الأسد من ناحية أخرى احتمال منح الوكالات الدولية للطاقة الذرية ولوجا أكبر للتحقيق بمشاريعها النووية قائلا إن ذلك «سيساء استخدامه». وقال «هذه المرة طلبوا من سورية توقيع بروتوكول اضافي.. حتى يأتوا في اي وقت».
وأضاف الاسد «لا، لن نوقع.. لن يقبل أحد التوقيع. هذا أمر يمس السيادة.. حتى يأتوا في اي وقت ويفحصوا اي شيء تحت مسمى التفتيش عن الانشطة النووية. «لدينا أسرار كثيرة مثل اي دولة اخرى ولن يسمح لهم أحد بتفتيشها».
وقال الاسد ان منح المفتشين حق تفتيش غير مقيد «سيساء بالقطع استخدامه».
واعتبر الاسد أن سماح سورية للمفتشين بتفتيش دير الزور يظهر انه ليس لديها شيء تخفيه وتساءل عن سبب وجود جزيئات مشعة في موقع نووي مازال تحت الانشاء. وقال ايضا انه مرت أشهر بعد الضربة الاسرائيلية قبل الزعم علنا بأن الموقع هو محطة نووية.
واضاف «من الواضح للجميع انه لم يكن نوويا والسؤال هو لماذا انتظروا ثمانية أشهر ليقولوا ذلك؟».