بيروت - عمر حبنجر
شيع في بيروت أمس، النائب الكتائبي انطوان غانم، عضو اللقاء النيابي الديموقراطي، عضو قوى 14 مارس، وسط أجواء مليئةة بالحزن والغضب.
وانطلق التشييع في التاسعة صباحا من المستشفى اللبناني الكندي في سن الفيل، باتجاه منزل النائب المغدور في محلة الشياح عين الرمانة مرورا بمكتبه في شارع فرن الشباك، حيث معقله الحزبي والانتخابي لتستقبله حشود من الأهالي والمحازبين أمام قسم كتائب فرن الشباك.
ومن فرن الشباك نقل نعش غانم، ونعشي مرافقيه انطوان خو ونهاد الغريب محمولة على الأكف الى كنيسة القلب الأقدس المارونية في شارع سامي الصلح القريب.
المسافة بين مقر قسم الكتائب في فرن الشباك والكنيسة كانت أقصر من ان تستوعب الحشود الشعبية التي أتت الى بيروت لتمشي خلف نعش نائب بعبدا - عاليه، خصوصا من الجبل وبالتحديد «جبل وليد جنبلاط»، الذي وجه نداء لأهالي الجبل كي يكونوا في الوداع الأخير لنائبهم الشهيد، وقد تقدم المشيعين مع أعضاء كتلته النيابية، وتقبل التعازي داخل صالون الكنيسة مع الرئيس أمين الجميل وعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، وانضم اليهم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د. سمير جعجع، ونواب ووزراء وسفراء عرب وأجانب.
ولف نعش النائب غانم ومرافقه الغريب بالعلم اللبناني، بينما لف نعش المرافق الآخر انطوان خو بعلم القوات اللبنانية.
وخلال القداس الذي ترأسه المطران سمير مظلوم، مكلفا من البطريرك الماروني نصرالله صفير، تلا «الرقيم البطريركي» الذي توجه الى الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الشيخ أمين الجميل، والى نقابة المحامين في بيروت والى عائلة الشهيد وعوائل مرافقيه أنطوان خو ونهاد الغريب وسائر ذويهم.
وبعد كلمة العائلة التي القتها كريمة النائب غانم تحدث الرئيس السابق امين الجميل متسائلا: هل كتب علينا في حزب الكتائب ان نرثي شهداءنا؟ وهل كتب عليّ ان أبكي شهيدا بعد آخر؟ بالامس فاضت دموعي على ولدي بيار واليوم اذرفها على أخي ورفيق النضال الحزبي والوطني انطوان وعلى رفيقيه الشهيدين نهاد الغريب وانطوان خو وعلى كل الشهداء الذين سقطوا في سن الفيل جراء هذا الاغتيال.
واضاف الجميل: «الا يكفي عدد الشهداء الهائل الذي دفعت الكتائب طوال تاريخها القديم والحديث، ان تراب لبنان ارتوى كفاية من دماء الشهداء لكن المتربصين شرا بلبنان لم يرتووا، ولن يرتووا الا حين يردعون وسيردعون».
وتابع: «يا صديقي انطوان، يا صديق الزمن الصعب، يا وفيا حين ندر الاوفياء، لقد عدت الى ارض الوطن رغم نصيحتي لك بالتريث والبقاء بعيدا عن هذه المخاطر، عدت للمشاركة بالاستحقاق الرئاسي، استشهادك حافز جديد لاتمام الاستحقاق مهما كلف الامر، وليس هذا الكلام من باب التحدي بل من الحرص على الوحدة، لانه لا وفاق اذا لم يتم الاستحقاق الرئاسي، استشهادك امانة في عنق كل نائب، فلا يقاطع احد انتخاب رئيس جديد، ورسالة الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة بان يحموا هذا الاستحقاق الديموقراطي وان ينقذوا الجمهورية اللبنانية، اذ لا جمهورية بوزراء ونواب فقط، بل بوجود رمز الدولة رئيس الجمهورية».
واضاف: «لقد شبعنا اجتهادات دستورية لا هدف منها سوى تعطيل الانتخابات الرئاسية وانهاء دور المسيحيين على رأس الدولة اللبنانية، واكثر ما اخشاه هو ان يؤدي الفراغ في لبنان الى التقسيم، فهل هذا ما يريده المقاطعون، خاصة المسيحيين؟
اتصالات التعزية بالنائب غانم فتحت نافذة عريضة للتواصل والتمهيد للتلاقي، والجريمة بذاتها حركت السواكن الدولية مرة أخرى، فقد صدر بيان رئاسي عن مجلس الأمن عند منتصف الليل وفيه ادانة لجريمة اغتيال النائب انطوان غانم وتشديد على اجراء الانتخابات الرئاسية من دون تدخلات خارجية.
اضافة الى ذلك، يجري التداول الآن حول فكرة ارسال مراقبين دوليين لتأمين الانتخابات الرئاسية، على غرار ما حصل في الانتخابات النيابية، وربما اضيف مراقبون عسكريون للانتشار حول مجلس النواب خلف خطوط الجيش اللبناني.
الصفحة في ملف ( pdf )