أشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس إلى وجود مركز اعتقال سري في بغداد بإدارة قوات النخبة الأمنية الخاضعة لإدارة المكتب العسكري لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وذكرت المنظمة ان مقابلات ومستندات حكومية سريعة حصلت عليها كشفت أنه منذ تاريخ 23 نوفمبر 2010 ولفترة ثلاثة أو أربعة أيام قامت السلطات العراقية بنقل أكثر من 280 معتقلا إلى موقع سري يقع داخل معسكر العدالة وهو قاعدة عسكرية كبيرة تقع شمال غرب مدينة بغداد.
وأضافت ان هذا الموقع السري يخضع لإدارة كل من اللواء 56 المعروف أيضا باسم لواء بغداد وجهاز مكافحة الإرهاب وكلاهما يأتمر بمكتب رئيس الوزراء وجرت عمليات النقل قبل أيام من موعد زيارة فريق تحقيق دولي يتولى الكشف عن ظروف الاعتقال في معسكر الشرف الواقع داخل حدود المنطقة الخضراء حيث كان السجناء موقوفين.
وأضافت المنظمة ان موقع الاعتقال السري يقع ضمن حرم مركز اعتقال قانوني تابع لوزارة العدل في معسكر العدالة المعروف باسم «سجن العدالة 2» الذي يضم أكثر من 1000 معتقل آخر.
وأشارت المنظمة إلى ان اللواء 56 يحتجز في موقع الاعتقال السري داخل معسكر العدالة حوالي 80 من أصل 280 معتقلا حارما إياهم فرصة الاتصال بمحاميهم أو ذويهم كما يمنع مفتشو السجون من زيارة القسم الخاضع لسيطرة «اللواء » 56 مما يثير مخاوف من احتمال أن يكون اللواء يمارس التعذيب بحق المعتقلين.
تأتي هذه المعلومات على أبواب القمة العربية التي ستعقد الشهر المقبل. واذا لم تحبط اضطرابات الشرق الاوسط خطط استضافة العراق لأول قمة للجامعة العربية في عقدين ما يعطي لحكومته التي يتزعمها الشيعة فرصة لاعادة دمج البلد في العالم العربي.
كما أن اجتماع الزعماء العرب يوفر أيضا هدفا للمتمردين الاسلاميين السنة أو رجال الميليشيات الشيعة الذين يحاولون تقويض رئيس الوزراء نوري المالكي وسيصبح اول اختبار حقيقي لاستعداد العراق للدفاع عن نفسه بعد انسحاب القوات الأميركية هذا العام.
وتظهر التفجيرات الاخيرة التي قتل فيها أكثر من 150 شخصا وأصيب 500 آخرون المشاكل التي تواجه بغداد في محاربة تمرد ضعفت شوكته لكنه مازال مستمرا بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين.
وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري لـ«رويترز» في مقابلة انه لن يصف ذلك بأنه مغامرة لكنه تحد أكثر من أي شيء آخر. وأضاف زيباري ان العراق والعرب يحتاجون الى هذه القمة وانها مهمة وتمثل تحديا للعراق لكنها مهمة.
غير ان حدوث هجوم كارثي من جانب مهاجمين انتحاريين او متشددين يطلقون صواريخ أو قذائف مورتر يمكن ان يمثل انتكاسة لجهود العراق المستمرة منذ سنوات لاثبات انه في الطريق الى استقرار أفضل.