بيروت - عمر حبنجر
تدرس قوى 14 مارس، في اجتماع قريب لها على مستوى الأقطاب ايفاد مندوبين الى بعض العواصم وبالذات نيويورك لاجراء اتصالات داعمة لوجهة نظرها اثناء تناول الموقف في لبنان.
وضمن هذا التحرك زيارات الى واشنطن وباريس وبعض العواصم العربية وخصوصا الرياض والقاهرة، لاستطلاع المواقف الدولية والعربية، خصوصا ما انتهى اليه لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس، ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، بالتأكيد على اجراء الانتخابات الرئاسية.
وكان اللقاء الأخير للجنة المتابعة المنبثقة عن 14 مارس في بيت الكتائب المركزي في محلة الصيفي في بيروت، كشف عن تفاوت في النظرة الى كيفية التعامل مع المرحلة الرئاسية، بين داعية للتهدئة وعدم اغلاق النوافذ والأبواب، وبين رافض للعروض والمبادرات، نتيجة انعدام الثقة بالمعارضين، أو متشدد يرفض صيغ التوافق ويصر على رئيس من قوى 14 مارس ولو بالنصف زائد واحد.
وقد تجلت هذه «الاختلافات الداخلية» كما وصفها مصدر في اللقاء، في نقطتين: طلب حماية مجلس الأمن للبنان، كي يستطيع اجتياز استحقاقه الرئاسي بسلام، ومطالبة رئيس المجلس نبيه بري بالعمل على «وقف قتل النواب» بدلا من اطلاق المبادرات.
فقد توقف المجتمعون أمام عبارة في نص البيان الجاري اعداده تطالب بصدور قرار عن مجلس الأمن بحماية لبنان، وقد تحفظ ممثل كتلة المستقبل النائب غازي يوسف، لأنها لا تنسجم مع التوجه المطلوب نحو التفاهم والتهدئة، لكن النائب وائل أبوفاعور من اللقاء النيابي الديموقراطي تمسك بالعبارة اياها، وحصل نقاش بين الحليفين، حسمه الوزير مروان حمادة بالصيغة التي اعتمدت والتي توجهت «الى الجامعة العربية والأمم المتحدة تؤمن اجراء الاستحقاق الرئاسي وتحمي الجمهورية».
وكان واضحا وقوف ممثلي القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الأحرار الى جانب التشدد الاشتراكي، من خلال الاصرار على عدم الركون للتسويات، تجنبا للمزيد من اغتيال الوزراء والنواب، وفق توقعات بعض القيادات.
وحول الفقرة التي تدعو بري الى «وقف قتل النواب بدلا من اطلاق المبادرات، اعترض النائب سمير فرنجية وآخرون لأن 14 مارس ليست ضد مبادرات بري، كما انه ليس هناك ما يسمح بالظن ان بري معني باغتيال النواب، وقد استبدل هذا النص بدعوة رئيس المجلس «الى تحمل مسؤولياته الدستورية والسياسية كرئيس لمؤسسة تقدم الشهداء، وتطالبه بموقف حاسم».
وقد ترتب على هذه المعالجة المرنة للموقف اتصال من الرئيس نبيه بري مع النائب سعد الحريري ثم مع النائب وليد جنبلاط، تمهيدا للقاء لابد منه في اطار مساعي تحقيق الانتخاب الرئاسي.
نقطة ثالثة برزت خلال اجتماع المتابعة، وتمثلت بتردد التكتل الطرابلسي الذي أعلن رئيسه محمد الصفدي انه مع نصاب الثلثين، ودونه لا مجال للاقتراع على قاعدة النصف زائد واحد.
هذا الموقف أربك قوى 14 مارس، فهذا التكتل يضم أربعة نواب، الامر الذي يفقد الاكثرية أكثريتها.
وفي اجتماع بيت الكتائب، روى مصدر لـ «الأنباء» ان النائب التقدمي الاشتراكي وائل أبوفاعور، استهل النقاش بنقل رسالة من رئيس الحزب وليد جنبلاط، مفادها ان المطلوب أناس يواجهون، ثم توجه بالكلام الى احمد الصفدي ممثل النائب محمد الصفدي من دون أن يسميه والى سواه من المرشحين، وربما يقصد بطرس حرب وروبير غانم بالقول: من حق كل شخص أن يترشح لرئاسة الجمهورية بأي ثمن، لكن عليه أن يخرج من 14 مارس.
الصفحة في ملف ( pdf )