نقل التلفزيون المصري الرسمي امس عن البابا شنودة الثالث ـ الزعيم الروحي للأقباط المصريين ـ قوله انه يؤيد الرئيس حسني مبارك، داعيا ايضا المحتجين لإنهاء مظاهراتهم الاحتجاجية المطالبة بتنحي مبارك.
ونشر موقع الاذاعة والتلفزيون الالكتروني حديثا لقناة النيل الإخبارية دعا فيه البابا المعتصمين بمــيدان التــحرير الى «فض هذه الاعتصامات وسماع صوت العــقل حــول كافة المستجدات بشأن الوــضع الحالي وما يذاع بوسائل الإعلام التي تدعو جميعها إلى الحوار باعتباره مدخلا للوصول إلى الحلول المرجوة».
وحذر البابا شنودة «من تفاقم الخسائر الناجمة عن مواصلة الاعتصام واستمرار تردي الحالة الأمنية وترويع المواطنين وتأثير ذلك على تعطيل عجلة التنمية في مصر».
وطالب بضرورة إعادة حالة الاستقرار في الوضع الأمني، محذرا من استمرار عمل اللجان الشعبية التي تفتقر إلى الأسلوب الأمني السليم.
وأشار إلى بعض النقاط المضيئة التي أفرزتها تلك الأحداث ومنها فتح الحوار مع كافة القوى السياسية بكافة طوائفها التي قوبلت بالترحيب بما فيها حزبا الوفد والتجمع، مطالبا أيضا بضرورة انضمام الإخوان المسلمين إلى تلك الحوارات المفتوحة من أجل الوصول للحلول بأقصر الطرق وكذلك ضرورة مشاركة مجلس الحكماء الذي تم تكوينه في هذه الحوارات.
ونقل الموقع عن البابا انه اجرى اتصالا هاتفيا مع مبارك أكد له فيه «تأييده الكامل له وأن بضعة الآلاف المعارضين لا يمثلون قدرا في مقابل الملايين المؤيدة لمبارك».
وأكد البابا شنودة على ضرورة «أن تتم الأمور بشرف وكرامة تتناسب مع تاريخ الرئيس مبارك الحافل بالإنجازات والإيجابيات العديدة في خدمة مصر».
موسى.. من أروقة الديبلوماسية إلى العمل السياسي
من جهة أخرى يستعد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للانتقال من اروقة الديبلوماسية الى ساحة العمل السياسي في مصر بعدما اعلن انه ربما يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال موسى لإذاعة اوروبا 1 صباح امس الأول انه مستعد للعب دور في المرحلة الانتقالية في مصر. وردا على سؤال حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية اجاب «ولماذا اقول لا؟». ويعد الأمين العام للجامعة العربية نجم الديبلوماسية العربية وهو يتمتع بشعبية كبيرة في مصر.
يشغل موسى (75 عاما) منصبه على رأس الجامعة العربية منذ العام 2001 وتنتهي ولايته الثانية كأمين عام للجامعة في مايو المقبل، وقد أعلن اخيرا انه لن يرشح نفسه لولاية ثالثة.
يمتلك هذا الديبلوماسي المحنك الذي لا تنقصه روح الدعابة، دراية واسعة بالملفات العربية والدولية و«كفاءة» حتى اعداؤه يعترفون له بها. تعود شعبيته بصفة خاصة الى مواقفه التي توصف بـ «الحازمة» في مواجهة اسرائيل التي لاتزال بالنسبة للعرب العدو رقم 1.
وكان ابرز دليل على هذه الشعبية الاستقبال الحار الذي حظي به في الحادي والعشرين من فبراير 2006 عندما دخل ستاد القاهرة حيث صفق له بقوة وحماس قرابة 100 ألف مصري احتشدوا لدعم فريقهم القومي في نهائي بطولة كاس الامم الأفريقية لكرة القدم. وقال ديبلوماسيون عرب في القاهرة آنذاك ان مستشاري الرئيس المصري حسني مبارك تعمدوا ان يتزامن وصوله الى مدرجات ستاد القاهرة مع دخول أعضاء فريق الكرة المصري الى الملعب ليضمنوا له تحية مماثلة لتلك التي حظي بها موسى.
متوسط الطول وحريص دوما على أناقته، شغل عمرو موسى منصب وزير خارجية مصر لمدة 10 سنوات متتالية بين عامي 1991 و2001 قبل ان ينتقل منه مباشرة الى الجامعة العربية.
ورغم التقدير الذي يحظى به موسى على الساحة الدولية الا ان الاميركيين لا يكنون له، بحسب ديبلوماسيين عرب، حبا كبيرا اذ يأخذون عليه بصفة خاصة، وفقا لديبلوماسيين عرب، مواقفه تجاه اسرائيل.
وكان موسى قد شن بعد توليه وزارة الخارجية المصرية حملة لقيت صدى كبيرا في الشارع العربي ضد البرنامج النووي الاسرائيلي بمناسبة تمديد معاهدة حظر الانتشار النووي في عام 1992.
كما تزايد الإعجاب الشعبي بعمرو موسى بعد رفضه العلني والقوي ادماج اسرائيل اقتصاديا في الشرق الأوسط وهو الاقتراح الذي طرحه في اعقاب اتفاقات اوسلو (1993) وزير خارجية اسرائيل آنذاك شيمون بيريز ضمن ما اسماه مشروع «الشرق الأوسط الكبير». وجاءت انتقادات موسى لـ «هرولة» بعض الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل والتراشق اللفظي المتكرر بينه وبين المسؤولين الاسرائيليين امام عدسات الكاميرات لتؤكد الصورة التي انطبعت عنه باعتباره «الرجل الذي يستطيع ان يقول +لا+ لاسرائيل».
ولا يفوت موسى فرصة لتعزيز شعبيته. وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية التي عقدت في شرم الشيخ في 19 يناير الماضي، اي بعد 5 ايام من رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التي ألهمت المصريين وأدت الى تفجر انتفاضهم على نحو غير متوقع بعد 11 يوما فقط، حرص موسى على إعلان تعاطفه مع مطالب الشعوب العربية.
وقدم أمام القادة العرب ما يشبه النقد الذاتي للنظام العربي الرسمي قائلا: ان «المواطن العربي في حالة غضب وإحباط غير مسبوقة»، مضيفا ان «ما يحدث في تونس من ثورة ليس امرا بعيدا عن موضوع هذه القمة اي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعها».
يذكر ان عمرو موسى متزوج وله ابن وابنة كانت متزوجة من حفيد للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر لكنها انفصلت عنه.