ذكّرت رياح التغيير، التي تهب على منطقة الشرق الأوسط، كثيرا من المراقبين بعملية التغيير التي بدأت في شرق أوروبا عام 1989، وأسفرت عن سقوط النظم الشيوعية وتوجت بانهيار سور برلين وتفكك الاتحاد السوفييتي، لكن المحللين يحذرون في الوقت نفسه من خطورة ما يحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه. ويرى الرئيس السابق لجورجيا ادوارد شيفرنادزه أن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس بالضبط الشيء نفسه الذي حدث في أوروبا الشرقية، مضيفا: «لكن مع ذلك فإن إسقاط أي نظام يكون بطرق معينة. وما حدث للنظام السوفييتي مشابه للتطورات الحالية في العالم العربي»، ويتخوف معاصرو الأحداث في أوربا الشرقية من أن تؤدي احتجاجات الشارع إلى انقلابات عسكرية أو أن تسفر عن سيطرة المتطرفين على ثورة الشارع واستغلالها لصالحهم. ويرى محللون أن الفرق الرئيسي بين الاحتجاجات في مصر وما حدث عام 1989، هو أن انهيار الشيوعية أثر على العالم بأسره. أما الاحتجاجات الحالية فتكمن أهميتها في الموارد النفطية المهمة في منطقة الشرق الأوسط. أما التشابه في الثورتين فهو الإصلاحات السياسية والدستورية والديموقراطية التي يطالب بها الشارع، والتي تضع هذه الدول في مرحلة جديدة. ويقول الرئيس التشيكي فاتسلاف هافل إن «الوقت عنصر مهم في هذه المرحلة، وكلما طالت المدة كلما تأزم الوضع وكان أسوأ من عهد مبارك.. إذا تجاوزت فترة معينة فإنها ستؤدي إلى وقوع أعمال عنف وقتل ونهب وهو أمر سيئ».