ليس من المصادفة اختيار طبيب التوليد وأمراض النساء حسام حسن بدراوي لمحاولة إنقاذ الحزب الحاكم في مصر عبر عملية جراحية يراد لها أن تنقذ الحزب الذي فقد ظله في الشارع المصري.
وعلى الرغم من الإمكانات والقدرات التي يتمتع بها هذا الأستاذ في طب النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، إلا ان اختياره لتولي منصب الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي الذي تولاه لسنوات صفوت الشريف وأمانة لجنة السياسات التي كان يرأسها نجل الرئيس، جاء في توقيت حاسم.
واختياره في هذه المرحلة ـ بحسب العديد من الخبراء والمراقبين ـ تأكيد حاسم على مرحلة جديدة من التغيير ستطال كثيرا من القلاع التي كان محظورا الاقتراب منها.
والمتابعون لمسيرة بدراوي الحزبية يرون فيها جناح المعارضة الداخلية في الحزب، فكثيرا ما عارض بعض سياسات الحزب، وطالب بتبني أسس إصلاحية عديدة، واتسمت آراؤه دوما بالجدية والجرأة، ومن ذلك ما صرح به قبل أيام لقناة «بي بي سي» الإخبارية بضرورة محاسبة من يثبت تورطه من أعضاء الحزب في أحداث الأربعاء الدامي بميدان التحرير، والتي داهم فيها بعض البلطجية المأجورين الشباب المحتجين في ميدان التحرير، وقال بالنص: «لابد من قطع رقبته».
ولفت إلى أنه كثيرا ما حاول تحقيق مطالب الشباب، إلا أن من كانوا يقفون ضده من داخل الحزب كانوا أكثر وأقوى.
وحسام بدراوي هو عضو مؤسس لمجلس «برلمانيين عرب ضد الفساد»، وعضو بعدد من الجمعيات الأهلية، وكان رئيسا للجنة التعليم والبحث العلمي في أمانة السياسات وعضوية الأمانة العامة في الحزب، ويشغل أيضا عضوية مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية ومجلس الشورى ورئاسة مجموعة مستشفيات. وهو سياسي بارز يتمتع بقدرة كبيرة على الحوار والنقاش مع الآخر، وإيمان عميق بحتمية إدخال المزيد من الإصلاحات السياسية.
ويذكر للأمين العام الجديد للحزب الوطني مبادرته الفعالة مع منظمة «يونيسكو» من خلال عمله كاستشاري للسياسات الخاصة بالبحوث والتكنولوجيا والتعليم، ومبادرته مع البنك الدولي من خلال عمله كرئيس لمجلس الأمناء الخاص بأعضاء شبكة البرلمانيين عن البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكان «بدراوي» تلقى دراساته العليا في جامعة «واين ستات» بولاية «ديترويت ميتشغان» وجامعة «شيكاغو إلينوي» وجامعة «بوسطن ماساشوستس». وله أكثر من 120 بحثا أكاديميا، وشارك في تأليف 8 كتب في تخصص النساء والتوليد.. ويعتبره المراقبون من أهم الشخصيات التي طالبت بالارتقاء بمستوى التعليم المصري.. فضلا عن تأييده الكبير لحقوق الشباب والمرأة والطفل.
وبحسب الكثير من الخبراء، فإن المهمة التي كلّف بها «بدراوي» أخيرا ليست أبدا باليسيرة، بل تكاد تكون مسألة «حياة أو موت»، لأن إنقاذ صورة الحزب الوطني تحتاج منه إلى استنفار كل خبراته لإخراج «حزب وطني جديد» غير الذي كان.