نظم مئات العراقيين اول من امس عدة مظاهرات مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية وباستقالة مسؤولين حكوميين محليين.
وفي بغداد، تجمع حوالي 250 شخصا في منطقة باب الشام الفقيرة للاحتجاج على نقص الخدمات. وقال م.فرات الجنابي «هذه مأساة. حتى في العصور الوسطى لم يكن الناس يعيشون في هذا الوضع».
وحمل بعض المتظاهرين نعشا كتبت عليه كلمة «الخدمات»، بينما دعا آخرون إلى استقالة جميع اعضاء المجلس المحلي في منطقتهم. وبينما يمثل الاحباط العام تحديا للحكومة مع خروج العراق من حرب طائفية بعد الحرب فإنه تحرر بالفعل من حكم استبدادي.
وفي مدينة البصرة الغنية بالنفط على بعد 420 كيلومترا جنوبي بغداد طالب نحو 100 متظاهر باستقالة المحافظ وأعضاء المجلس المحلي متهمين اياهم بالفساد.
وحمل المتظاهرون بطاقات صفراء مثل تلك التي يستخدمها الحكام في مباريات كرة القدم في انذار اللاعبين قبل طردهم.
وقال نوري الغضبان (43 عاما) الذي يعمل بأجر يومي في أعمال البناء ولديه ستة أطفال «انا وأطفالي نعتمد تماما على الحصص الغذائية ومن دونها نموت. انا اجد عملا في يوم ولا أجد عملا لعشرة ايام».
واضاف «انا ابحث عن الكيروسين منذ شهر ولا اجده، لقد نلنا ما فيه الكفاية، ما الذي يريدونه (المسؤولون)؟ ان نحرق انفسنا حتى يفكروا فينا؟».
وبدأت الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي عندما اشعل شاب عاطل النار في نفسه احتجاجا على معاملة السلطات له، ومنذ ذلك الوقت أحرق عدة أشخاص أنفسهم في مناطق عدة في العالم العربي.
وخرجت مظاهرات أخرى في مدينة الرمادي غرب العراق وفي بلدة بالقرب من الديوانية، وخرجت مظاهرة صغيرة في مدينة الموصل شمال العراق.
وكانت المظاهرات سلمية وتجىء بعد أن أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أعيد تعيينه رئيسا للوزراء لفترة ثانية في ديسمبر عن خفض مرتبه الشهري البالغ 30 الف دولار إلى النصف وانه سيسعى إلى تحديد فترات رئاسة الوزراء بفترتين فقط.
وفتحت الشرطة العراقية النار يوم الخميس لتفريق مئات المواطنين المحتجين على الانقطاع المستمر للكهرباء ومياه الشرب وخدمات أخرى قرب مدينة الديوانية مما اسفر عن اصابة ثلاثة أشخاص.
وخرجت مظاهرات مماثلة احتجاجا على انقطاع الكهرباء في البصرة في يونيو حيث فتحت الشرطة النار مما اسفر عن سقوط قتيلين.