منذ الجولة الأولى من الحوار بين اركان النظام المصري والقوى والفئات المعارضة التي أطلقت امس الأول، ظهر ان الاخوان المسلمين هم الطرف الرئيسي الذي يمسك بمقاليد الحوار ويتقن المناورة من موقع يريده «متكافئا» مع النظام المصري. وكان قرار الاخوان بالدخول في الحوار مع السلطات المصرية مفاجئا للكثيرين.
ولم تمض ساعتان على انتهاء الجلسة الأولى للحوار حتى سارع اثنان من قياديي الاخوان الى عقد مؤتمر صحافي اعتبرا فيه ان ما تم التوصل اليه «غير كاف»، وان «ما حصل اليوم هو نقطة واحدة في طريق طويل»، من دون ان ينسيا الإشارة الى ان نجاح «الثورة» مرتبط بـ «الضغط الشعبي الذي تقوم به والذي لابد ان يستمر».
واتبع المؤتمر الصحافي ببيان مفصل يعرض فيه الاخوان ما حصل خلال جلسة الحوار بلهجة الراعي المشرف على هذا النقاش، الذي يضع نفسه على مستوى «متكافئ» مع اركان النظام المصري، مذكرا بأن الشارع «المليوني» هو وسيلة الضغط الأساسية.
فالحوار حسب البيان جرى «من مركز متكافئ مع الطرف الآخر ووفق إرادة حرة، واستجابة النظام للمطالب الشعبية هي التي ستحدد الى متى سيستمر الحوار، كل ذلك والتظاهر السلمي المليوني مستمر لتحقيق مطالب الشعب».
محمد البرادعي ابرز الغائبين عن هذا الحوار شكك في نتائجه ولم يخف امتعاضه من تغييبه عنه، مع العلم ان الاخوان أعلنوا مرارا تأييدهم لتسلمه السلطة خلال مرحلة انتقالية متوقعة.
وقال البرادعي لشبكة «ان بي سي»: «لم ادع للمشاركة في المفاوضات، لكنني أتابع ما يحصل»، معتبرا ان هذه العملية «غير واضحة» مضيفا «لا احد يعلم من يتحاور مع من حتى الآن، والعملية يديرها نائب الرئيس عمر سليمان والجيش، وتلك هي المشكلة».
والملاحظ ان بيان الاخوان لفت الى غياب «الشبان اصحاب الفضل في هذه الثورة المباركة» معتبرا انه «لابد من تدارك ذلك في المستقبل»، الا انه لم يشر الى عدم دعوة البرادعي الى الحوار.
حول دور الاخوان المسلمين في هذا الحوار قال الاستاذ الجامعي في التاريخ المعاصر محمد عفيفي لفرانس برس ان الاخوان المسلمين «ليسوا الطرف الرئيسي في الثورة لكنهم الطرف الأكثر تنظيما فيها والأكثر تنظيما في التفاوض».
واعتبر انه «لو استمرت المعارضة الرسمية في حالة الاختلافات التي تعاني منها اليوم فان هذا الامر سيكون لصالح الاخوان الذين سيكونون في هذه الحالة الطرف الأقوى في التفاوض».
وأوضح انه يشير بكلامه الى الخلافات القائمة بين اطراف المعارضة الرسمية وخصوصا حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصري.
وعن تغييب البرادعي عن المفاوضات مع اركان النظام لم يستغرب عفيفي هذا الأمر.
وقال «ان البرادعي يمثل روحا جديدة لدى المجموعات الشبابية وله تاريخ طويل في توجيه الانتقادات، والفكرة العامة عنه انه يحظى بدعم غربي وقد يترشح لرئاسة الجمهورية لذلك من المؤكد انهم سيتعمدون تهميشه».
.. و«ويكيليكس» عن سليمان: «الإخوان» فرخوا 11 تنظيماً إسلامياً متطرفاً
من جهة أخرى أكد نائب الرئيس المصري عمر سليمان وفقا لما كشفه موقع ويكيليكس حسب برقية ارسلها السفير فرانسيس ريكياردون في 15 فبراير 2006 ان «الاخوان» فرخوا 11 منظمة اسلامية متطرفة بينها تنظيما الجهاد والجماعة الإسلامية.
وفي برقية ثانية يعود تاريخها الى فبراير 2006 ايضا يقول سليمان لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر اثناء زيارته الى القاهرة ان الاخوان ليسوا منظمة دينية او اجتماعية او حزبا سياسيا انما هم مزيج من المكونات الثلاثة.
ويضيف سليمان حسب البرقية: ان الخطر المبدئي الذي يراه في الجماعة هو استغلالها الدين للتأثير على الجمهور وتعبئته.
وفي برقية ثالثة تعود الى 2 يناير عام 2008 يفيد ريكياردون بأن سليمان اعتبر ان ايران تمثل خطرا استثنائيا على مصر.
ويضيف ان ايران تدعم الجهاد وتقوض السلام وسبق لها ان دعمت المتطرفين، واذا ما قامت بتقديم الدعم للإخوان المسلمين فذلك سيجعل منهم اعداء لنا.
وفي إشارة الى تخويف السلطات المصرية للولايات المتحدة من الاخوان يقول ريكياردون في برقية سبقت وصول مولر انها لديها تاريخ في تهديدنا بغول الاخوان المسلمين.