تكذب الدلائل المتزايدة على عودة الحياة الى طبيعتها في أجزاء من القاهرة، الجمود المستمر بين طرفي الصراع الذي دخل اسبوعه الثالث.
وأشارت الـ «اندبندنت» الى ان أعداد المتظاهرين أمس الأول ربما كانت أقل من اليوم السابق لكنهم لم يبدوا أي علامة على التراجع عن موقفهم، ورفضهم الصريح لتلميحات النظام عن وجود اتفاق متنام على إصلاح دستوري هو أبرز علامة على تصميمهم على الاستمرار، كذلك فإن ما يمنع المتظاهرين من انهاء النضال في ميدان التحرير خوفهم الحقيقي من الاعتقال والاضطهاد من جانب السلطات اذا ما استسلموا.
لكن كانت هناك دلائل على انقسامات داخل لجنة التفاوض التي تمثلهم وجادل البعض داخل جماعة الحكماء المكونة من 25 من المصريين البارزين بأنه ينبغي على المتظاهرين ان يقبلوا وعود النظام بالاصلاح على علتها وان مبارك ينبغي ان يبقى حتى انتهاء فترة ولايته التي اشار اليها الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة ان نجيب ساويرس الملياردير البارز وأحد المفاوضين الـ 25 استغل مقابلة مع اذاعة «بي.بي.سي» البريطانية ليطلب من المتظاهرين السماح لمبارك بالبقاء حتى يتم وضع آلية تحول واضحة.
وأشارت الـ «اندبندنت» الى ان تصريحات مشابهة صدرت عن مفاوضين كبار آخرين مثل العالم أحمد زويل الذي قال انه رغم ان البعض أرادوا رحيلا فوريا لمبارك وان هناك مشكلة ثقة في المباحثات فقد شعر آخرون ان مصر تحترم المسنين وانه ينبغي السماح لمبارك بالبقاء «فترة قصيرة نسبيا» قبل الانتخابات الرئاسية المقررة.
لكن ممثلين آخرين للمظاهرات أعلنوا نيتهم التمسك بموقفهم، وقال احد الموالين لمحمد البرادعي لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ان هناك انقساما جيليا في الحركة حيث «تميل الشخصيات الأكبر سنا الى التفاوض أكثر لكنهم غير متصلين بالشارع، والشعب يعرفنا ولا يعرفهم».
وختمت الصحيفة بقولها: انه ايا كان ما سيحدث في ميدان التحرير فمن غير الواضح ان المراسلين سيتمكنون من تقييم الموقف مباشرة والصحافيون الذين كانوا يحاولون دخول المنطقة أمس أبلغوا بضرورة حصولهم على بطاقات صحافية من الآن فصاعدا وان الأمر قد يستغرق أكثر من 48 ساعة لاستصدار البطاقات.