-
أبوالغيط يحذّر: الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومي إذا حاول «المغامرون» انتزاع السلطة
استمرت المظاهرات على زخمها في ميدان التحرير وان كانت لم تبلغ المليون. لكن المتظاهرين تعهدوا بحشد مزيد من الملايين غدا فيما أطلقوا عليه «جمعة العند»، أو الجمعة «الاخيرة» وفي معظم المدن وليس فقط في القاهرة.
بموازاة ذلك، شهدت الحكومة الجديدة أول استقالة في صفوفها بعد أن قدم وزير الثقافة جابر عصفور استقالته ولم تمر سوى 10 أيام من توليه المسؤولية لأسباب «صحية»، لكن مصدر مقرب من عصفور قال ان نص الاستقالة تضمن عدة أسباب سيكشف عنها في وقت لاحق.
إلى ذلك، وقال وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط ان الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومي إذا ما حاول «المغامرون» انتزاع السلطة، واضاف أبوالغيط في مقابلة مع تلفزيون العربية مساء أمس «يجب ان نحافظ على الدستور حتى لو تم تعديله لأنه عندما نسير في عملية دستورية نحمي البلد من محاولة بعض المغامرين أخذ السلطة مع الإشراف على العملية الانتقالية.
وتابع وبالتالي سنجد القوات المسلحة مضطرة للدفاع عن الدستور والامن القومي المصري ونجد أنفسنا في وضع غاية في الخطورة.
في غضون ذلك، تتواصل جهود القيادة المصرية لتنفيذ سلسلة الاصلاحات التي اعلنت تباعا، فقد اختتمت لجنة دراسة واقتراح تعديل بعض الاحكام الدستورية والتشريعية المشكلة بقرار من الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعاتها أمس بالاتفاق على تعديل ست مواد بالدستور الحالي.
وذكر رئيس اللجنة ورئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار د. سري صيام في بيان صحافي ان المواد التي يلزم تعديلها في الدستور الحالي هي المواد 76 و77 و88 و93 و179 و189 اضافة الى أي مواد أخرى تنتهي اللجنة في اجتماعاتها القادمة الى لزوم تعديلها.
واتفقت اللجنة على أن تصدر بيانا صحافيا في نهاية كل اجتماع وأن يكون المتحدث الرسمي الوحيد باسمها هو رئيسها المستشار د.سري صيام.
وقد استمعت اللجنة في اجتماعها والذي استمر نحو ثلاث ساعات الى أفكار وتصورات كافة أعضائها حول التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة وحددت يوم السبت القادم موعدا لاجتماعها الثاني على أن تشرع في اعداد الاقتراحات بالتعديلات اللازمة في المواد الست.
مواجهات
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن 5 قتلى سقطوا أمس وأصيب أحد عشر آخرون في اشتباكات بين محتجين والشرطة في مدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد التي تقع جنوب غربي القاهرة وأشعل أيضا محتجون النار في مبنى ديوان عام محافظة بورسعيد في شرق البلاد.
وقطع محتجون لساعات طريق القاهرة-اسوان الزراعي وهو أطول طريق سريع في مصر عند قرية بمحافظة أسيوط في جنوب البلاد يشكو سكانها من نقص في الخبز.
وقال مصدر أمني إن الشرطة أطلقت النار على المحتجين خلال توجههم في ساعة مبكرة إلى مديرية أمن محافظة الوادي الجديد التي توجد في مدينة الخارجة للاحتجاج على وفاة مصاب من بين أكثر من 60 أصيبوا في اشتباكات وقعت في المدينة مساء يوم الاثنين الماضي.
وقال شاهد أن المحتجين أشعلوا النار في مبنى المحكمة ومبنى النيابة العامة ومبنى للنيابة الإدارية وجزء من مقر الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في المدينة.
على صعيد الاحتجاجات المتواصلة، أعلنت حركة «شباب 6 أبريل» المصرية المعارضة أمس رفضها لما وصفته بـ «الطريقة غير المقبولة» في حديث نائب الرئيس المصري عمر سليمان عن المحتجين ومطالبهم.
وذكرت الحركة وهي إحدى الحركات التي فجرت الاحتجاجات منذ 25 يناير، في بيان لها، أن «أساليب المخابرات التي يتبعها عمر سليمان في التعامل مع المعتصمين في ميدان التحرير أصبحت غير مقبولة وألاعبيه ستنقلب عليه سريعا».
وقالت: «الشعب المصري الذي خرج من أجل التغيير والإطاحة بالطغاة لا يعترف بخارطة طريق عمر سليمان ويطلب رحيلا فوريا للسلطة وإعادة الحق لاصحابه من أبناء الشعب المصري».
وأضاف البيان أن «تصريحات عمر سليمان بأن وجود المعتصمين في ميدان التحرير والمحاصرين لمجلس الشعب والذين يخرجون كل يوم من كليات ومصانع مختلفة أصبح غير محتمل وإنه لن يتحمل كثيرا لاستمرار تلك التظاهرات هو تهديد واضح للمعتصمين في ميدان التحرير وهو تهديد غير مسموح به وينافي التعهدات التي تعهد بها بعدم التعرض للمتظاهرين الذين خرجوا منذ 25 يناير من أجل إسقاط النظام». وأكدت الحركة رفضها لما وصفته بـ «الحوار الهزلي» بين سليمان وأحزاب المعارضة.
وقالت في بيانها: «إننا اليوم نؤكد رفضنا للحوار الهزلي الذي دعا إليه عمر سليمان واستعان بأحزاب كرتونية من صنع النظام للدخول معه في الحوار ليغرد مع نفسه أمام إعلامه في محاولة لخداع الشعب المصري دون أن يحاول تلبية مطالب المعتصمين في ميدان التحرير وفي ميادين مدن مصر المختلفة من الإسكندرية وسيناء حتى الوادي الجديد وأسوان».
لا تنازلات
وقال منسق الحركة أحمد ماهر إن المعتصمين في كل مصر ومن بينهم شباب 6 أبريل لن يقدموا أي تنازل ومصرون على تنفيذ مطلبهم الرئيسي بالرحيل.
وأضاف: «لن تثنينا التهديدات، فدماء الشهداء التي سالت في ميدان التحرير وفي عديد من الميادين تفرض علينا رفض هذا الحوار الهزلي الذي دعا إليه عمر سليمان والتمسك بمطالبنا المشروعة».
بدورها طالبت جماعة الاخوان المسلمين مجددا برحيل الرئيس المصري حسني مبارك معتبرة انه اصبح «منزوع الشرعية».
وقال القيادي في الجماعة د.عصام العريان في مؤتمر صحافي ان مبارك «منزوع السلطة، لا يملك سلطة، كيف يصر على البقاء؟».
كما اكد القيادي محمد مرسي في المؤتمر الصحافي نفسه ان «الرئيس يجب ان يتنحى عن منصبه ولابد ان يبدأ عهدا جديدا».
واعتبر مرسي ان اللجنة التي صدر قرار من مبارك بتشكيلها الثلاثاء لاعداد مشروع تعديلات دستورية هي «محاولة للالتفاف حول الارادة الشعبية لذلك نحن نرفضها». ولم يوضح العريان او مرسي ما اذا كانت الجماعة التي وافقت على الحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان وحضرت جلسته الاولى الاحد الماضي ستستمر فيه ام لا، وقال مرسي «مازلنا نقيم الجلسة التدشينية للحوار ونحتاج لايام لتقييم الوضع كله». اما العريان فأوضح ان ممثلي الجماعة في الحوار «لم يوقعوا على البيان الذي اعلن في ختامه ونص على اجراء تعديل دستوري لبعض مواد الدستور».
الى ذلك طالب ألوف المحتجين أمام مجلس الشعب المصري أمس مبارك بالرحيل بعد يوم من وصولهم إلى هذا المكان الذي كانت قوات الجيش تمنع الوصول إليه. وكان مئات المحتجين قضوا الليل على رصيفي شارع مجلس الشعب وانضم إليهم في الصباح ألوف آخرون.
وقالت شاهدة عيان إن نحو ألف من المحتجين يتحركون في مسيرتين في الشارع تحمل إحداهما علما لمصر طوله عدة أمتار بينما وقف نحو ألفي محتج في مظاهرتين الأولى في أول الشارع من ناحية شارع قصر العيني المؤدي إلى ميدان التحرير القريب والأخرى في أول تقاطع للشارع مع الشارع المتعامد عليه. وقالت الشاهدة إن المحتجين رفعوا لافتة على باب آخر من أبواب مجلس الشعب كتبت عليها عبارة «أمس ميدان التحرير واليوم مجلس الشعب وغدا»، في إشارة فيما يبدو إلى قصر الرئاسة الذي يقول محتجون إنهم قد يتوجهون إليه لمطالبة مبارك بالتنحي، وهتف متظاهرون «يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح».
مظاهرات الميدان
أما في ميدان التحرير معقل الاحتجاجات فقد واصل آلاف المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك احتشادهم في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس فيما اعلن مشاركون في التظاهرة استعدادهم للبقاء اسبوعين في الميدان لحين تحقيق مطالبهم.
وبدا المتظاهرون في الاسبوع الثالث للمظاهرات أكثر تصميما على خوض معركة طويلة ضد النظام بعد أن حولوا ميدان التحرير إلى ما يشبه معسكرا موقتا ينضم اليه مئات الالاف يوميا وينام بعضهم في خيم نصبوها بوسط الميدان.
وقال علي أحمد 27 عاما ان الأسبوع المقبل للمتظاهرين في ميدان التحرير سيحمل اسم «أسبوع العند» يليه «أسبوع الوداع» املا في ان ينصاع مبارك لمطالب الشعب بالرحيل.
لكن اصرار المتظاهرين على رحيل مبارك او تنحيه فورا يصطدم على ما يبدو برغبة المؤسسة الامنية في ضمان رحيل مشرف لمبارك الذي كان احد ابرز قادتها خلال عقود مضت.