انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض تصريحات عمر سليمان التي تحدث فيها عن عدم جاهزية مصر لان تكون دولة ديموقراطية واعتبرها تصريحات غير مفيدة.
واعتبر المتحدث ان هذه التصريحات لا تتماشى مع فكرة وضع جدول زمني للاصلاحات في البلاد.
كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القيادة المصرية بالاصغاء لمطالب الشعب.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين «لا أعتقد ان هذا يتماشى بأي طريقة مع ما يرى اولئك الساعون لفرصة وحرية اكبر انه جدول زمني للتقدم». من جهته دعا نائب الرئيس الاميركي جون بايدن سليمان الى اجراء مزيد من الحوار مع المعارضة.
واطلع بايدن بحسب البيان الصادر عن البيت الأبيض على الخطوات التي اتخذتها الحكومة لكنه حثها على «اتخاذ خطوات فورية لمتابعة الإصلاحات»، مكررا الموقف الأميركي المتمثل في أن الشعب المصري هو الذي يجب أن يحدد مصير بلده.
ودعا نائب الرئيس الأميركي إلى إجراء انتقال منظم للسلطة يكون «سريعا وذا معنى وسلميا ومشروعا» ويؤدي إلى «تحقيق تقدم فوري ولا رجعة فيه ويستجيب لتطلعات الشعب المصري».
وكان سليمان عقب اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف الرسمية والمستقلة، قد ذكر ان «النظام لن يزول ولن يتنحى مبارك في الحال».
وتحت إلحاح رؤساء تحرير الصحف المصرية لتوضيح ما يعنيه قال انه لا يعني وقوع انقلاب عسكري، ولكن «فوضى مؤسساتية تتسبب فيها جهة غير جاهزة لأن تحكم مصر»، حسب ما قال عمرو خفاجي نائب رئيس تحرير صحيفة الشروق المستقلة الذي حضر الاجتماع، والذي أضاف «لم يكن يعني انقلابا بالمفهوم الكلاسيكي».
وفي سياق آخر، قال نائب الرئيس المصري عمر سليمان إن متشددين اسلاميين لهم صلات بتنظيم القاعدة كانوا بين آلاف السجناء الذين فروا من السجون المصرية الشهر الماضي اثناء الاضطرابات التي صاحبت انتفاضة شعبية ضد الرئيس حسني مبارك.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن سليمان قوله ان بعض الفارين ينتمون إلى «تنظيمات جهادية» لم تغير أفكارها ولم توافق على نبذ العنف.
وكان سليمان يتحدث اثناء لقاء مع صحافيين مصريين.
وقال سليمان ان جهاز المخابرات المصري الذي تولى رئاسته لسنوات بذل جهدا «لتسليم هؤلاء من الخارج وهم مرتبطون بقيادات خارجية وخاصة تنظيم القاعدة».
من جهته رفض الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تخوف الغرب من قيام دولة اسلامية في مصر قائلا ان ذلك لا اساس له، مضيفا ان الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده لن يخف زخمها.
وقال موسى في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» أمس ان «هذه المخاطر لا اساس لها، انا مدرك للمعضلة التي يواجهها الغرب فهي تثير مخاوفه الى حد ان بعض المثقفين والسياسيين مستعدون للتضحية بالديموقراطية بحجة تخوفهم من الدين»، الا ان «تحليلهم خاطئ وهذه سياسة غير مجدية».
وتابع ان «الاخوان المسلمين لم يقودوا التظاهرات ولا يقومون بذلك اليوم. انهم يشاركون فيها فقط».
واضاف ان «هذه الثورة هي قبل كل شيء ثورة الشباب والطبقة المتوسطة واذا نجحت فان الرسالة التي ستوجهها الى الدول العربية وسائر العالم ستكون قوية جدا لانها ليست مرتبطة بالدين او بأي مجموعة دينية. انظروا الى المتظاهرين: بينهم مسلمون ومسيحيون».
واشار الى ان التجمعات اليومية «لا علاقة لها بالاحزاب سواء كانت للاخوان المسلمين او غيرها».
واضاف موسى «هناك مثال آخر، عندما انسحبت قوات الامن من الشوارع، لم يتعرض الكنيس الواقع في وسط المدينة وغير المحاط بالحراسة لاي هجوم. لم يتعرض للرشق بالحجارة او لاي كتابات. لم يقع اي حادث». واعتبر ان حركة الاحتجاج لن تتراجع.
وقال موسى ومكاتبه تطل على ميدان التحرير «كل يوم تصل فئات جديدة من الناس لتطالب بالتغيير» في الميدان. ولم يستبعد موسى الاسبوع الماضي الترشح للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة المفترض اجراؤها في سبتمبر المقبل.
وكان موسى دعا الى ضرورة بقاء الرئيس حسني مبارك في منصبه حتى تنتهي فترة ولايته الرئاسية.
وقال عمرو موسى في معرض تصريح آخر أدلى به لشبكة سي إن إن الاخبارية الأميركية «إنني أعتقد أنه يتعين أن يظل الرئيس مبارك في منصبه حتى نهاية فترة تفويضه».
وأضاف موسى قائلا «إن التوافق في الرأي بشأن هذه النقطة يتزايد بسبب اعتبارات دستورية محددة».
بطرس غالي يطالب بوساطة الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في مصر
من جهة أخرى طالب الامين العام الاسبق للأمم المتحدة بطرس غالي امس الأول بوساطة الامم المتحدة لحل الازمة السياسية في مصر والتي دخلت اسبوعها الثالث.
وقال غالي في مقابلة مع محطة تلفزيون «دريم» المصرية ان الوساطة الدولية مطلوبة لانعدام وساطة محلية يمكنها ان تجد حلا وسطا بين المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس مبارك والنظام الحاكم.
وتساءل غالي الذي يشغل ايضا منصب الامين العام لمجلس حقوق الانسان في مصر «لماذا نرفض الوساطة الدولية... ألسنا اعضاء في الامم المتحدة... أليس من حقنا ان نطلب مساعدتها»؟!
واضاف «أليست لنا دول صديقة تساعدنا هل نحن في جزيرة معزولة»، وقال انه يطرح قضية الوساطة الدولية من خلال تجربته الشخصية والذاتية التي عمل خلالها على حل بعض النزاعات في العالم.
وكان غالي قد شغل منصب وزير الخارجية اوائل عهد مبارك ويعتبر من السياسيين المقربين من الرئيس المصري.