حذر البنك المركزي المصري امس من أنه مستعد للتدخل مجددا بشكل مباشر في سوق العملة بعدما عززت مشتريات أمس الأول الجنيه المصري بأكثر من 1%.
وتراجع الجنيه بشكل مطرد منذ اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير ويتوقع متعاملون ومحللون أن تتكبد العملة المصرية مزيدا من الخسائر. وقدر محللون في بنك يو.بي.اس الخسائر المحتملة بما يصل إلى 25% في غضون شهر.
وقال هشام رامز نائب محافظ البنك في مكالمة هاتفية مع رويترز «سنتدخل عندما نرى أن السوق ليس منظما. إذا لم يكن كذلك فسنستخدم أدواتنا». مضيفا أن السوق يتسم اليوم بالهدوء والنظام.
الى ذلك، أكد د.أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري أن الصناعة هي عماد الانتاج وصرح الأمان للاقتصاد، وعلى اهميتها القصوى في توفير المنتجات للسوق الداخلي وتوفير السلع للمواطنين بشكل ميسر، إضافة الى اسهامها في الاقتصاد القومي عن طريق التصدير انطلاقا من دعم الدولة للصناعة بجميع السبل وحرص اجهزة الدولة على الحفاظ على القاعدة الصناعية وعودتها للإنتاج بأقصى طاقتها في اقل فترة ممكنة ولتعويض ما نتج من تأثيرات سلبية خلال الأسبوعين الماضيين.
في غضون ذلك انضم آلاف الأعضاء في غضون 72 ساعة لمجموعة سارة لمعي على «الفيس بوك» المنادية بدعم البورصة المصرية والتي تحث كل مواطن على أن يشتري أسهما بالبورصة ولو بمبلغ 100 جنيه (17 دولارا).
وانتشرت مجموعات على «الفيس بوك» منذ أيام قليلة منادية بضرورة دعم البورصة المصرية بعد أن فقدت 70 مليار جنيه في آخر جلستي تداول لها قبل الإيقاف.
وتستأنف البورصة المصرية عملها يوم الأحد المقبل بعد توقف اسبوعين جراء الاضطرابات التي تشهدها مصر للمطالبة بتغيير النظام.
وفضلا عن مجموعة «استثمر 100 جنيه في البورصة وأنقذ اقتصادنا» التي بدأتها لمعي تأسست مجموعات أخرى على «الفيس بوك» تنادي بالتحرك لإنقاذ البورصة.
وقالت لمعي (26 عاما) خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة لرويترز «لم أكن أتوقع هذا الإقبال على المجموعة وصلنا إلى أكثر من 7900 عضو وهناك دعوة لأكثر من 95 ألفا آخرين. نريد جميعا تقليل الخسائر المتوقعة للبورصة».
وتابعت «رغم أن ثورة شباب 25 يناير أفرحتنا سياسيا لكنها أحزنتنا اقتصاديا وسياحيا».
ويقدر كريدي أجريكول سي.آي.بي خسائر مصر الاقتصادية بما لا يقل عن 310 ملايين دولار يوميا بينما قال عمر سليمان نائب الرئيس المصري إن هناك مليون سائح غادروا مصر في تسعة أيام فقط.
وقالت لمعي التي تعمل بالبنك العربي «سواء كنت مؤيدا أو معارضا لما حدث فنحن جميعا نتفق على هدف واحد هو أننا نريد مصر أفضل لأن ما حدث سيؤثر على كل فرد منا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».
وكتب شخص يدعى عمر عاطف على «الفيس بوك» في «مجموعة الحملة المليونية» لدعم البورصة يقول «انا شاب مصري أعمل في احدى شركات الأوراق المالية في السعودية واستثمر في البورصة المصرية منذ ثلاث سنوات وخسرت رأسمالي في البورصة بسبب المظاهرات الأخيرة. ولكني أحب المصلحة العامة للشعب المصري وليس المصلحة الشخصية».
وأكدت لمعي انها وجدت تحمسا شديدا من جانب المشاركين في المجموعة وهناك شركات سمسرة بدأت تتحدث معنا في الجماعة وتعرض المساعدة في فتح حساب للراغبين وتكويدهم (تزويدهم بكود للتعامل في البورصة) دون مصاريف ودون عمولات عند التداول».
وعن مساعدة أحد المسؤولين لها قالت «تحدثت إلى رئيس هيئة الرقابة المالية وإلى مساعد رئيس البورصة حول الفكرة. نحن لسنا منتفعين بشيء شخصي.كل غرضنا مساعدة اقتصاد مصر ونرحب بأي أفكار جديدة للمساعدة».
وقالت هيئة الرقابة المالية بمصر أمس الأول إنها «ترحب بمطالب الشباب بالاستثمار بالبورصة مقدرة الشعور الوطني والغيرة على مصالح الوطن اللذين دفعا الشباب إلى هذه الدعوة النبيلة التي تؤكد حرصهم على مصلحة مصر الاقتصادية».
ووجهت الهيئة «الراغبين في الانضمام إلى هذه الحملة إلى الاكتتاب من خلال صناديق الاستثمار في الأوراق المالية لما يتمتع به هذا الأسلوب (صناديق الاستثمار) من تنظيم وحماية قانونية ورقابة من جانب الهيئة العامة للرقابة المالية».
وأعربت لمعي عن أملها في «استجابة المواطنين ومساعدتها في تحقيق هذه الفكرة من اجل حماية البورصة».
وقال أحمد سيد مؤسس مجموعة الحملة المليونية لدعم البورصة المصرية على الفيس بوك لـ «رويترز» «حملتنا ذات قيمة أخلاقية وطنية تتمثل في تجميع الأسهم المتداولة في سوق الأسهم المصري في أيدي مصريين» بعد أن أقبل المستثمرون الأجانب على بيعها.
وأضاف «لا يصح أن يبيع الأجانب أول الأزمة بأسعار مرتفعة ليعاودوا شراءها بعد انتهاء الأحداث العنيفة للأزمة بأسعار بخسة من مصريين تكبدوا خسائر».
وبلغت مبيعات الأجانب بالبورصة المصرية منذ بداية العام أكثر من 250 مليون جنيه بينما أشارت بيانات رسمية من البورصة إلى أن صافي تعاملات الأجانب خلال الخمس سنوات الماضية بلغت نحو 33.5 مليار جنيه كمشتريات.
واقترح سيد (33 عاما) تكوين مجموعة عمل «لتعليم الناس وتعريفهم بالبورصة لمن يرغب في التعلم على ان يتفق الجميع على المشاركة الجادة».
وتابع «ليس هدف المجموعة هو ان نصبح خبراء في المضاربة أو التعامل في البورصة. هدفنا واضح وهو انقاذ انهيار الأسهم وهذا لا يحتاج ان نكون خبراء ولكن يحتاج أن نعمل بجدية».
وكان بنك الاستثمار اتش.اس.بي.سي قال مع بداية الشهر الجاري إن التطورات الأخيرة في مصر كانت «بناءة» بما يكفي لاعتبار سعر الأسهم المصرية مغريا ورفع تصنيفها إلى توصية بزيادة الوزن النسبي في محافظ المستثمرين.
عودة البنوك لمواعيد العمل السابقة اليوم
قرر البنك المركزي المصري عودة البنوك الى مواعيد العمل الرسمية المعتادة قبل الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد اعتبارا من اليوم.
وقال نائب محافظ البنك المركزي هشام رامز في تصريح للتلفزيون المصري ان البنوك المفتوحة منذ الاحد الماضي والتي ستفتح تباعا ستعود الى مواعيد عملها الرسمية (من الساعة الثامنة والنصف صباحا الى الثانية بعد الظهر).
وأضاف ان بعض فروع البنوك سيمتد فتحها الى الخامسة مساء وفقا لما كان يجري عليه العمل قبل الاحداث، مبينا ان هناك عددا من فروع البنوك سيتم فتحها تدريجيا لأداء جميع الخدمات المصرفية.