بيروت - عمر حبنجر
23 اكتوبر تحد جديد امام الاستحقاق الرئاسي، الذي مر امس الاول مرور الكرام في مجلس النواب اللبناني، العاطل عن العمل منذ سنة، وكان اطيب ثماره بل كل ثماره الطيبة، كسر القطيعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وبين رئيس كتلة الاكثرية النيابية سعد الحريري اللذين اجتمعا ثلاث مرات في يوم واحد!
لقد غطت لقاءات بري - الحريري قبل الاجتماع النيابي وبعده، ثم على السحور في عين التينة. الاخفاق الذي منيت به الجلسة من حيث عدم تحقيق المهمة التي جعلت من اجلها، وهي الانتخابات الرئاسية ولكنها، اي هذه اللقاءات، ابقت باب الامل مفتوحا، وبات اللبنانيون امام شهر جديد من التجاذبات الرئاسية شهر اختبار بين الخلاص او الانهيار ويؤمل ان تكون الفترة الفاصلة عن الموعد الجديد في 23 اكتوبر حافلة بالاتصالات والمبادرات، على خطي واشنطن وباريس كما على الخطوط الايرانية، السعودية والسورية اضافة الى التحركات الداخلية لاسيما بين رئاسة المجلس النيابي ورئاسة الاكثرية البرلمانية وبين رئاسة المجلس والبطريركية المارونية التي تلعب دورا محوريا في هذا ال=استحقاق.
وتحدثت معلومات لـ «الأنباء» عن لقاء عاصف سبق كل ذلك بين الرئيس نبيه بري والسفير الاميركي جيفري فيلتمان بسبب اصرار السفير على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في جلسة الثلاثاء، بأي نصاب.. وقد رد بري بالرفض معتبرا ان السياسة الاميركية ترمي الى احداث الفوضى في لبنان.
ويبدو ان الاهتمام بالاستحقاق الرئاسي اللبناني بلغ اوجه دوليا ايضا، حيث وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المسألة اللبنانية بالمأساة، واكد استمرار دعم فرنسا للبنان في كفاحه لاجل الحرية والاستقلال، مشددا على ان المسألة هي في ان يجد الشعب اللبناني حريته واستقلاله.
وبعد كلمته هذه في الامم المتحدة قال ساركوزي في مؤتمر صحافي لاحق: ان فرنسا ستكون الى جانب كل مكونات المجتمع اللبناني وليس علينا اختيار هذه المكونات منددا بالاغتيالات التي لاحظ انها تستهدف نوابا منتخبين بانتظام ودقة، رافضا تحويل الاكثرية اقلية عن طريق اغتيال اعضائها، ملاحظا ان من يسقطون هم من الجهة عينها، قائلا «فليسقط القناع ولنفهم لماذا يستشهد شعب وممثلوه المنتخبون ديموقراطيا؟!».
بدوره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اكد في كلمته على ان زمن الافلات من العقاب قد ولى مع انشاء المحاكم الدولية في رواندا وسيراليون وقريبا في لبنان.
الرئيس نبيه بري قال في تصريح مسائي لتلفزيون لبنان، حول ما صدر عن نائب رئيس المجلس فريد المكاري وطريقة الاعلان عن تأجيل الجلسة النيابية بسبب عدم اكتمال النصاب، حقيقة الامر انني انتظرت في مكتبي اكتمال النصاب لأتوجه الى القاعة واترأس الجلسة، وعندما مر الوقت وابلغت بعدد النواب الحاضرين والغائبين طلبت الاعلان عن تأجيل الجلسة الى 23 اكتوبر.
وحول اجتماعه مع النائب سعد الحريري، قال: الاجواء ايجابية وهناك اجتماعات اخرى ستعقد مع جميع الكتل البرلمانية، وهي تتدرج في اطار ورشة تحرك قوى ستظل قائمة ومتتالية حتى 23 من اكتوبر.
وعما اذا كان تحركه سيمتد الى الخارج قال بري: ان تحركي لبناني صرف، وقد بدأته مع البطريرك صفير وسيتلاحق الى ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية يرضي جميع الاطراف اللبنانية.
الصفحة في ملف ( pdf )