قدمت ليبيا قروضا تتجاوز ملياري دولار لعشرات الحكومات في شتى أنحاء العالم وفقا لوثيقة داخلية تظهر طموحاتها الديبلوماسية وكفاحها لاستعادة الديون.
وتسلط القروض الليبية الخارجية الضوء أيضا على محاولات ليبيا قبل خروجها من العزلة الدولية قبل نحو ست سنوات إثارة غيظ واشنطن من خلال إقراض خصوم للولايات المتحدة مثل نيكاراغوا وكوبا ويوغوسلافيا السابقة.
وقال ديرك فانديوال الباحث في شؤون ليبيا بكلية دارتماوث في الولايات المتحدة كانت تلك فترة: كان (الزعيم الليبي معمر القذافي يبحث خلالها عن اي شيء يمكن أن يفسد الخطط.
وتقول الوثيقة التي أعدتها وزارة الخارجية وقدمت إلى المؤتمرات الشعبية وهي الهيئات التشريعية الأساسية في البلاد إن ليبيا منحت قروضا لحوالي 40 دولة قيمتها الإجمالية 2.197 مليار دولار.
واضافت أنه بنهاية 2009 استعادت ليبيا 1.302 مليار دولار لتبقى ديون بقيمة3.231 مليارات دولار بعد حساب الفوائد. وأكبر المدينين لليبيا المذكورين في الوثيقة السودان الذي تبلغ ديونه الاجمالية لها 1.287 مليار دولار تمثل جزءا من ديون الخرطوم الخارجية الاجمالية البالغة نحو 40 مليار دولار.
وقال مريال أوور وزير الدولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني السودانية لرويترز «نسعى للإعفاء من جميع القروض (التي حصل عليها السودان) لأننا نعتقد أن الحكومتين، حكومة السودان وحكومة جنوب السودان المرتقبة، لن تكونا قادرتين على سداد تلك القروض في المستقبل القريب».
وكثير من القروض بدون فوائد لاسيما تلك التي منحت لدول افريقية وعربية، لكن جانبا كبيرا من الديون حصلت عليه دول بعيدة. وتضمنت الوثيقة ـ التي لا تحدد مواعيد منح تلك القروض - قائمة بالقروض التي حصلت عليها پولندا والمجر ويوغوسلافيا السابقة وباكستان وكوبا ونيكاراغوا التي تدين لليبيا حاليا بمبلغ 302.12 مليون دولار.
ويعود هذا القرض على ما يبدو إلى الثمانينيات عندما كان متمردو جبهة التحرير الساندينية - الذين خاضوا حربا أهلية ضد قوات دعمتها الولايات المتحدة - يديرون الدولة الأميركية اللاتينية.
وقال فانديوال «أظن أن هدف هذا الوحيد كان إثارة غيظ الولايات المتحدة من خلال دعم بلد معارض للمصالح الأميركية».