دعا آلاف الشباب المصريين بميدان التحرير إلى التضامن مع الشعب الإيراني الذي يواجه أبشع صور الظلم والفساد.
وقال المعتصمون ـ في بيان وزع امس تحت عنوان (من أحرار مصر.. إلى أحرار إيران) ووجه إلى المعتصمين والشعب المصري ـ «أيها المصريون العظماء.. يا أبناء الحضارة الفرعونية التي نشرت النور بالعالم لقد حاول البعض سرقة ثورتكم وخرج علينا خامنئي وتابعه نصر الله للإساءة إلى ثورتكم والوقيعة بين نسيج الأمة بالحديث عن ثورة إسلامية لسلخ إخواننا الأقباط عن ثورتنا».
وأضاف البيان «ان الشعب المصري العظيم يدرك هذه الأهداف الخبيثة لنشر الفوضى والشقاق بمصر وشعبنا الذي قام بأروع وأشرف ثورة بالتاريخ لن يدع الفرصة لمثل هؤلاء لسرقة ثورتنا المستمرة حتى التغيير الديموقراطي الشامل وصولا لدولة مدنية حضارية تنير الشرق الأوسط برمته كما كانت مصر دائما».
الثورة الخضراء
وأشار إلى أن قادة وأعضاء «الثورة الخضراء» بإيران قرروا تخصيص يوم الجمعة للتضامن مع الشعب المصري، داعيا المصريين إلى أن يردوا الجميل لـ «هؤلاء الشرفاء بتخصيص اليوم نفسه للتضامن مع الشعب الإيراني الذي يعاني الديكتاتورية والظلم والفساد وقتل جيش الملالي المئات منه بتعليمات من خامنئي عندما ثار ضد الظلم في ثورة بيضاء احتجاجا على تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الديكتاتور نجاد».
ودعا البيان الذي وقع باسم «اللجنة الشعبية المصرية للتضامن مع انتفاضة الشعب الإيراني» إلى تنظيم مظاهرة سلمية رمزية أمام السفارة الإيرانية بشارع رفاعة بالدقي للتضامن مع الشعب الإيراني، حيث يهدد خامنئي بسحق المتظاهرين كما فعل من قبل وقتل المئات منهم تحت عجلات الدبابات.
وكان الحرس الثوري الإيراني التابع لمرشد الثورة بإيران قد وجه تحذيرا قاسيا إلى المعارضة من مغبة أي محاولة للتظاهر اليوم الجمعة.
وقال قائد الحرس الثوري في طهران الجنرال حسين حمداني لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إن على الغوغائيين المعارضين أن يعلموا أننا نعتبرهم أعداء للثورة وجواسيس وسنتصدى لدسائسهم بقوة». فيما أعلن المدعي العام الإيراني غلام حسين إيجائي «أنه تحرك سياسي يرمي إلى تقسيم الأمة».
من جهته، قال رئيس السلطة القضائية في إيران صادق لاريجاني ان التعامل بقسوة مع المتظاهرين يتعلق بخيار للمرشد الأعلى علي خامنئي.
تدشين الحوار
وكان زعيما المعارضة الإيرانية البارزان مير حسين موسوي الفائز الفعلي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بإيران ومهدي كروبي رئيس البرلمان السابق قد طلبا تنظيم تظاهرة غدا بعد التحركات المطالبة بالتغيير للشعب المصري.
إلى ذلك، قال محمد مرسي، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان ان التنظيم لم يبدأ بعد الحوار مع النظام، وان الجلسة التي جرت مع نائب الرئيس عمر سليمان «لم تكن حوارا بمفهومه الصحيح، وإنما خطوة لتدشين الحوار»، كما أشار الى معارضته لقيام دولة دينية في مصر لأنها «ضد الإسلام»، ونأى بنفسه عن التصريحات الصادرة من إيران وحزب الله لدعم المعارضة المصرية.
وفيما يتعلق بموقف الإخوان من معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل في حال تغيير النظام، قال مرسي: «مصر دولة كبيرة، ولديها مؤسسات وبرلمان، وبعد ان يكون البرلمان منتخبا بإرادة الشعب وله حق تشكيل الحكومة وإسقاطها، فإنه هو الذي يحدد الاتفاقات والمعاهدات الخارجية التي ستكون وفقا للإرادة السياسية».
وتناول مرسي التصريحات الإيرانية والغربية بدعم الثورة المصرية، فقال ان الإخوان «ليسوا مسؤولين عن التصريحات الخارجية سواء من إيران او لبنان او غيرها ولا يريدون ان يتدخل أحد في شؤون مصر الداخلية».
إساءة بالغة
وأضاف ان ما يجري في مصر «ثورة شعبية مصرية خالصة ولا يستطيع احد ان ينسب الفضل لنفسه في القيام بها»، وسخر من اتهام الأجهزة الأمنية المصرية لحركة حماس بلعب دور فيما حصل قائلا: «إن ذلك يمثل إساءة بالغة لمصر.. كيف للمحاصرين في غزة أو غيرهم أن يحركوا 80 مليون مصري».
وفي رده على سؤال عن تخوف الغرب من سيطرة الإسلام قال عصام العريان، الناطق الرسمي باسم التنظيم، ان المخاوف الغربية من الإسلام «كلام مردود عليه، خاصة ان الإسلام يؤمن بحرية المعتقدات ولا يريد من أحد ان يفرض على أحد معتقداته»، موضحا ان الإخوان ضد «الدولة الدينية لأن الإسلام ضدها، بينما هم مع الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية».
وكانت جماعة «الإخوان المسلمون»، قد حافظت على ظهورها المتواضع ضمن الاحتجاجات التي تشهدها مصر، ويعقد عدد من القياديين فيها مؤتمرات صحافية كل يوم لعرض وجهة نظرهم تجاه الأحداث.
الحرية والعدالة
وأكد قياديو الجماعة سابقا انه «ليس لديهم في الفترة المقبلة مرشح للرئاسة، وانهم يريدون الحرية والعدالة للشعب المصري، وانهم على الاستعداد التام للنهوض بالوطن العزيز والمشاركة الفاعلة في إخراجه من أزمته الراهنة».