شهدت طهران وباقي المدن الإيرانية أمس مسيرات مليونية في العاصمة طهران وجميع المدن الإيرانية في الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية.
وفي العاصمة نظم مئات الآلاف مسيرات من مناطق مختلفة باتجاه ميدان أزادي بينما كانوا يحملون العلم الإيراني وصور الزعيم الأعلى الراحل الإيراني آية الله روح الله خميني وخليفته آية الله علي خامنئي.
وبثت جميع قنوات التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة لقطات للمظاهرات بمناسبة انتصار الثورة الإسلامية ونهاية الملكية.
وهتف المتظاهرون «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا» ـ وهما عدوا إيران اللدودان ـ وأعربوا أيضا عن دعمهم للمتظاهرين في مصر. إذ يشبه المسؤولون الإيرانيون التطورات في مصر بما كانت قبل الثورة الإسلامية. بينما أعربت المعارضة الإيرانية أيضا عن رغبتها في استخدام الاحتجاجات في القاهرة كذريعة لتنظيم مظاهرتها الخاصة يوم الاثنين المقبل تضامنا مع الشعب المصري.
لكن الحكومة والهيئة القضائية رفضتا الخطة قائلتين إن المعارضة يمكن أن تعرب عن تضامنها في المظاهرات.
وذكر مراقبون أنهم يعتقدون أن المعارضة تتوقع الرفض لكن هدفها الرئيسي وراء خطة المسيرة هو إظهار أنه على الرغم من أن إيران تؤيد المتظاهرين المصريين إلا أن المؤسسة لن تمنح شعبها الحق في التظاهر.
الإقامة الجبرية
وفي عشية مسيرات ذكرى الثورة الإسلامية اعتقلت الحكومة العديد من المعارضين من بينهم وزير الشؤون الاجتماعية السابق في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وفقا لمواقع المعارضة الالكترونية.
وذكرت المواقع الالكترونية أيضا أن الزعيم المعارض مهدي كروبي خضع لإقامة جبرية لمنعه وفقا لتقارير من تنظيم أي مظاهرات بمناسبة ذكرى الثورة الإسلامية.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في خطاب في الذكرى الـ 32 لانتصار الثورة الإسلامية أمس، ان الشرق الأوسط «سيتخلص قريبا من الولايات المتحدة وإسرائيل».
وقال احمدي نجاد «قريبا سنرى شرقا أوسط جديد بدون الأميركيين وبدون النظام الصهيوني ولا مكان لقوى الاستكبار فيه».
واضاف «أقول للشعوب والشباب في الدول العربية والإسلامية وخصوصا المصريين كونوا متيقظين، فمن حقكم ان تكونوا أحرارا وان تختاروا حكومتكم وقادتكم».
وتابع احمدي نجاد ان «المستكبرين في نهاية الطريق»، قبل ان يتوجه الى الأميركيين والغربيين قائلا: «اذا أردتم ان تثق فيكم الشعوب كفوا عن التدخل في شؤونها وخصوصا في مصر وتونس. ثم خلصوا المنطقة من النظام الصهيوني».
وألقى أحمدي نجاد خطابه أمام حشد هائل في ساحة ازادي (الحرية) في وسط طهران.
وردد الحشد هتافات دعم لثورتي مصر وتونس وشعاريهما التقليديين «الموت لاميركا» و«الموت لإسرائيل».
المهدي يقود الثورة
وكان احمدي نجاد أكد في وقت سابق في حديث نشره الموقع الالكتروني للتلفزيون الحكومي ان ثورة الشعب في كل من تونس ومصر نتيجة للثورة الإيرانية عام 1979.
وقال «رسالة الثورة الاسلامية تم نقلها طوال السنوات الـ 32 الاخيرة الى العالم وقد استفاقت النفوس والقلوب الآن».
واضاف ان «هذا الحدث مرده الى ثورة الأمة الإيرانية ثمة حركة ضخمة تقوم من أعماق البشرية وبعون الله ستغير كل المعادلات الظالمة في العالم لصالح العدالة والشعوب».
وأعطى الرئيس الايراني ابعادا دينية لتحليله للوضع في الشرق الأوسط.
وقال ان «التحرك الاخير بدأ. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها» الامام المهدي وهو الامام الـ 12 والأخير بالنسبة للشيعة. واضاف «صحوة ضخمة تحصل ويمكن رؤية يد الامام» المهدي فيها.
إنسان فضائي
من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني إن بلاده سترسل أول إيراني إلى الفضاء باستخدام أجهزة إطلاق محلية بحلول عام 2022.
وقال للحشود: «اليوم يعمل العلماء الإيرانيون في جميع المجالات العلمية بينها الفضاء. إنهم يصنعون منصات إطلاق وقواعد إطلاق، وأنواعا مختلفة من الأقمار الاصطناعية ومراكز أرضية لإدارة الأقمار الاصطناعية».
وأضاف ان إيران سترسل مخلوقات حية للفضاء عام 2011 أو أوائل عام 2012.
الانصهار النووي
في سياق آخر، أكدت طهران أمس أنها باتت تتحكم بتكنولوجيا الانصهار النووي وذلك في بيان نشرته المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عشية الذكرى الـ 32 للثورة الإسلامية.
وقال البيان ان «أبحاثا مهمة في مجال الانصهار النووي أجريت بنجاح اعتمادا على تكنولوجيا الاندماج بطريقة القصور النووي باستخدام الليزر».
وأوضح انه «تم صنع آلة لإطلاق فيضات الليزر لإحداث الانصهار النووي في كلية العلوم والتكنولوجيا النووية التابعة للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، لكنه لم يذكر صراحة انه تم إجراء تجربة انصهار نووي ناجحة.
واكد البيان «بصناعة هذه الآلة باتت ايران الدولة السادسة التي تملك هذه التكنولوجيا» الى جانب «الولايات المتحدة واليابان وفرنسا واستراليا وكوريا الجنوبية».
ويعتبر الانصهار النووي بطريقة الاندماج حلا بديلا للانشطار النووي الذي ينتج نفايات مشعة تدوم آلاف الأعوام، وذلك لإنتاج الكهرباء. لكن هذه التكنولوجيا مازالت بعيدة عن تطبيقها بصورة مجدية صناعيا.
واجتمعت اليابان والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والهند لتطوير مفاعل تجريبي لإجراء مثل هذه التجارب في جنوب فرنسا في إطار مشروع مشترك بكلفة أكثر من 12 مليار يورو على 30 عاما.