يشهد قطاع غزة حالة من الترقب بعد دعوات أطلقت على مواقع الفيس بوك ومنتديات تابعة لحركة فتح للمشاركة في تظاهرات وثورة ضد حكم حركة حماس في قطاع غزة.
وأطلق نشطاء موقعا باسم «ثورة الكرامة» إلى جانب عدة صفحات على الفيس بوك ومنتديات حركة فتح حرضت الفلسطينيين على الخروج في مظاهرات في أرجاء قطاع غزة من أجل إنهاء الانقسام.
وفيما حرصت بعض المواقع والمشاركات على إظهار أن هذه الدعوات تنطلق لإنهاء الانقسام تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام» جاءت مشاركات أخرى تدعو لإنهاء ما وصف بـ «انقلاب حماس».
وقالت إحدى الصفحات الداعية للثورة «سيقوم شباب قطاع غزة بعمل عظيم سيغير وجه التاريخ استلهاما لثورة تونس الخضراء ومصر الفراعنة».
واضافت «نقول ان هذه هي ثورتنا الشعبية الاكبر في التاريخ بعد يوم الانقسام الاسود» في إشارة إلى سيطرة حماس على القطاع منتصف 2007 بعد اشتباكات دامية مع عناصر حركة فتح.
وشددت على ان «لا تراجع حتى تحقيق الأهداف وأهمها إنهاء الانقسام فورا ولا عنف ولا تخريب
ولا أجندات دولية او إقليمية او حزبية».
واكدت ان هذه الثورة لن تسكتها طلقات الرصاص ولا القمع الوحشي فهي ثورة حتى النصر وهي ثورة شعبية خالصة».
ووضع على إحدى الصفحات صورة من أحد المشاركين لرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وكتب عليها «ارحل» على غرار مطالبة الشبان المصريين من الرئيس حسني مبارك.
وقال مصدر في حركة فتح إن عددا من كوادر وأعضاء الحركة جرى استدعاؤهم وتحذيرهم من المشاركة في أية احتجاجات فيما صودرت أجهزة حاسوب خاصة ببعضهم بعدما اتهموا بالترويج للثورة.
وسبق أن أعلنت حركة فتح تأييدها رسميا للثورة ضد حماس في غزة وحث عضو اللجنة المركزية للحركة توفيق الطيراوي الفلسطينيين في قطاع غزة على «الثورة ضد الظلم والقمع الممارس ضدهم من قبل حكومة حماس وضد كبت الحريات وضد الدكتاتورية وسياسة القمع والظلم».
وقال الطيراوي في تصريح نقلته وكالة معا المحلية «لقد دعوتهم (جماهير غزة) سابقا وقبل شهور وفي عدة مقابلات صحافية أجريت معي إلى العصيان المدني وها أنا أجدد الدعوة» متسائلا «كيف نقبل أن نعيش في ظل استبداد حمساوي فلسطيني؟».
من جانبها قللت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس من أهمية هذه الدعوات.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين «ما حصل في غزة (يونيو)2007 «كان ثورة على الفاسدين أمثاله (الطيراوي)» مشددا على أن «الثورة لا توجه بتصريحات خونة وعملاء للاحتلال».
بدوره قال الناطق باسم الشرطة في غزة إن «مقومات الثورة في غزة غير موجودة» مضيفا أن «الأجهزة الأمنية في غزة لا تتوقع خروج مسيرات في شوارع غزة تندد بالحكومة».
وقال «الشعب في غزة غير مكبوت ولا مظلوم وحالات التقصير التي تحدث في غزة فردية وليست ممنهجة» معتبرا أنه «إذا أراد الشعب أن يخرج في مسيرات فإنه سيخرج لمناصرة حركة حماس وليس لمناوأتها». وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل في تصريح «غزة التي تعيش مع أبنائها في قمة العزة والكرامة بعدما استطاعت أن تنهي الفلتان والفوضى والتعاون الأمني مع الاحتلال لن يهزها تصريحات أمثال الطيراوي».
من جهتها اعتبرت حركة «فتح» اقدام مليشيا «حماس» المسلحة على اقتحام مكتب النائب د.نبيل شعث اعتداء على القانون وانتهاكا للحصانة البرلمانية التي يتمتع بها النائب المنتخب.
وقال احمد عساف المتحدث باسم حركة «فتح» ـ في تصريح صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة امس الاول ـ «ان هذه الجريمة الجديدة ضد نائب منتخب وقائد في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تعبر عن الفلتان الامني في قطاع غزة الذي يشهد يوميا انتهاكات لحقوق المواطنين واعتداءات على الحريات العامة وآخرها الاعتداء على مكتب النائب القائد د.نبيل شعث والسطو على محتوياته من اجهزة كمبيوتر وملفات واوراق تهم المواطنين والناخبين».