تسارعت ردود الفعل الدولية على تنحي الرئيس المصري عن السلطة وتولي المجلس العسكري للحكم، فمن جانبها رحبت قطر بنقل السلطة الى المجلس العسكري، مؤكدة تمسكها بعلاقات متميزة مع القاهرة وتطلعها «لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي».
قطر
واكد بيان من الديوان الاميري بثته وكالة الانباء القطرية، ان قطر «تعبر عن احترامها لإرادة الشعب المصري وخياراته» و«تحيي الدور الكبير والهام للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر والأمة العربية ومصالح الشعب المصري».
وذكر البيان ان قطر «ترى أن نقل السلطة إلى المجلس العسكري الأعلى يشكل خطوة إيجابية هامة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديموقراطية والإصلاح والحياة الكريمة».
واضاف البيان ان دولة قطر «تتطلع لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية» و«تؤكد حرصها على علاقات متميزة مع جمهورية مصر العربية».
نائب الرئيس الأميركي
وعلى الجانب الاميركي، اجتمع الرئيس باراك أوباما مع فريقه للأمن القومي لبحث آخر التطورات في مصر، حيث أكد بعد الاجتماع أن الشعب قال كلمته ومصر «لن تعود أبدا كما كانت»، مؤكدا ان هناك أسئلة كثيرة مازالت من دون إجابة في مصر. وتابع «الجيش تصرف بمسؤولية وعليه أن يضمن نزاهة المرحلة الانتقالية». بدوره رحب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك واعتبره «يوما تاريخيا» تشهده مصر. وقال بايدن في اول رد فعل اميركي على تنحي مبارك بعد نحو ثلاثين عاما في السلطة «اليوم هو يوم تاريخي للمصريين».
لكن بايدن الذي كان يتحدث في جامعة في لويسفيل (كينتاكي، وسط شرق) نبه الى ايام مقبلة «حساسة ستكون تداعياتها كبيرة».
ألمانيا
من جانبها، دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الحكومة الجديدة في مصر الى التزام «امن اسرائيل» ومعاهدة السلام الموقعة مع هذا البلد. وقالت ميركل للصحافيين «نتوقع من الحكومة المصرية المقبلة ان تواصل عملية السلام في الشرق الاوسط عبر التزام معاهدة السلام الموقعة مع اسرائيل وضمان امن اسرائيل».
وفي اول رد فعل لها قررت حكومة سويسرا تجميد الاصول المحتملة لمبارك لديها وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية ان سويسرا جمدت اصولا من المحتمل انها مملوكة لحسني مبارك الذي تنحى عن منصب رئيس الجمهورية المصرية وقال المتحدث لارس نوتشيل «يمكنني ان اؤكد ان سويسرا جمدت اصول الرئيس المصري السابق بأثر فوري». وامتنع عن تحديد حجم الاموال التي يشملها التجميد.
إسرائيل
من جانبه، قال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى في أعقاب تنحي حسني مبارك إن المصلحة الأهم بالنسبة لتل أبيب والقاهرة هي الحفاظ على السلام بين الدولتين. وقال المسؤول الإسرائيلي للإذاعة العامة إن «المصلحة الأهم لمصر وإسرائيل هي الحفاظ على معاهدة السلام بينهما». وأضاف انه «ما يزال من السابق لأوانه التحدث عن التوقعات لأنه ليس واضحا كيف ستتطور الأمور في مصر».
وتابع المسؤول الإسرائيلي إن «إسرائيل تأمل من أجل مصلحة مصر أيضا أن تستمر عملية الانتقال إلى الديموقراطية من دون هزات ومن دون عنف».
تركيا
وفي انقرة، اعلن وزير الخارجية التركي في رسالة على موقع تويتر ان بلاده تأمل ان تؤدي استقالة الرئيس حسني مبارك الى تشكيل حكومة جديدة تستجيب لتطلعات الشعب المصري.
الاتحاد الأوروبي
وعلى الصعيد الاوروبي، قالت كاثرين اشتون مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي إنها تحترم قرار الرئيس المصري حسني مبارك بالتخلي عن السلطة ودعت إلى الحوار من أجل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة.
واضافت في بيان ان الاتحاد الأوروبي يشاطر الشعب المصري هدفه في انتقال منظم إلى الديموقراطية وفي إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر.
وقالت اشتون «الاتحاد الاوروبي يحترم قرار الرئيس حسني مبارك، بتخليه عن السلطة يكون قد استمع لصوت الشعب المصري وفتح الطريق أمام اصلاحات اسرع واعمق».
وأضافت «من المهم الآن ان يتم الاسراع بحوار يقود الى حكومة موسعة تحترم تطلعات الشعب المصري وتحقق له الاستقرار».
وقالت اشتون إن احترام الحقوق الأساسية للإنسان هي امر مهم ولابد من التحقيق في جميع الانتهاكات التي وقعت اثناء الاضطرابات.