كان لسقوط مصر فريسة بين براثن أمراض اجتماعية واقتصادية وسياسية خلال العقود الثلاثة من حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك مذاق مر بالنسبة لبلد ينعم بتاريخ يمتد لسبعة آلاف عام.
ويحب المصريون أن يطلقوا على بلدهم اسم «أم الدنيا» وبالنسبة لفترات طويلة من تاريخهم العريق فلديهم سبب معقول للمطالبة بهذا الوصف.
لكن بينما تابع كثيرون التدهور الذي حدث أثناء سنوات مبارك في الحكم والأحداث السابقة مثل هزيمة 1967 على يد إسرائيل أو حتى ثورة الجيش في عام 1952 الذي أطاح بالنظام الملكي فإن مصر كانت تغرق على ما يبدو في السنوات الأخيرة في مزيد من الفقر والوحشية والاستغلال والتخبط والخداع الإعلامي.
وبسط جهاز مبارك الأمني أذرعه في كل جانب من جوانب الحياة في مصر في أعقاب سحقه لعصيان إسلامي مسلح.
وقالت جماعات حقوقية إن آلاف المحتجين ملأوا السجون المصرية ولكن أعدادهم لم تعرف بدقة ولاتزال غير معروفة.
وشجع مبارك سياسات التحرر الاقتصادي التي جذبت رأسماليين من المقربين إلى أحضان الدولة ولكنها همشت ملايين المصريين.
وبينما تم تهميش الطبقة المتوسطة ارتأى الأثرياء العيش في تجمعات سكنية محاطة بأسوار حول القاهرة بينما صار الفقراء أكثر فقرا في أحزمة العشوائيات التي تحيط بالمدينة. واستعاد المصريون عزتهم أثناء الثورة التي بدأت في 25 يناير ومن بين الهتافات التي رددها مئات ألوف المصريين الذين تدفقوا إلى الشوارع بعد أن أجبر الجيش مبارك على التخلي عن المنصب في مواجهة حركة متنامية للعصيان المدني «أنا مصري وأفخر بأني مصري».