دمشق ـ هدى العبود والوكالات
قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان شعوب المنطقة قادرة على الإصلاح وتريده بقدر رفضها للإملاءات الخارجية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ان الأسد شدد خلال اللقاء على «أهمية إجراء مراجعة شاملة للسياسات الدولية عموما والأوروبية على وجه الخصوص فيما يتعلق بقضايا المنطقة الأساسية خاصة أن شعوب المنطقة أثبتت أنها قادرة على الإصلاح وتريده بقدر رفضها للاملاءات الخارجية».
بدوره اعتبر فراتيني أن «استقرار الأوضاع في المنطقة شيء أساسي لاستقرار أوروبا والعالم»، داعيا إلى «بناء الثقة المتبادلة بين دول ضفتي المتوسط وشعوبها من خلال برامج تخلق المزيد من التواصل مع احترام ثقافة كل شعب وسيادة كل بلد».
وحضر اللقاء وزير الخارجية وليد المعلم وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير الإيطالي في دمشق والوفد المرافق لفراتيني.
وكان المعلم اعتبر في وقت سابق أن إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية التزام بلاده باتفاقية «كامب ديفيد» للسلام بين مصر وإسرائيل أمر «يخص مصر»، مشددا في الوقت نفسه على «استمرار رفض دمشق لهذه الاتفاقية».
وأوضح المعلم في مؤتمر صحافي مع فراتيني «موقف سورية من كامب ديفيد معروف منذ التوقيع عليها وما زلنا نعتقد أن إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة هو الذي يحقق الأمن والاستقرار أما إعلان التزام مصر باحترام التزاماتها الدولية فهذا شأن يخص مصر».
وأضاف «نحن منذ اندلاع الثورة في مصر قلنا إن ما يجري في مصر شأن داخلي وما يهمنا هو استقرار الشقيقة مصر وأن تلعب دورها الطبيعي في العالم العربي».
بدوره كشف فراتيني عن «مبادرة إيطالية اقترحها أمام الأسد كنوع من الاتفاق على بناء الثقة بين ضفتي المتوسط بما يخدم إرادة المساعدة والمساندة لدول المنطقة».
وفي رد للمعلم على سؤال بشأن هذه المبادرة قال «استمعنا للمرة الأولى للمبادرة الإيطالية.. سيكون هناك حوار متواصل بيننا وبين الخارجية الإيطالية لبلورة أفكار هذه المبادرة ولابد أن نصل إلى تحليل مشترك عن أسباب عدم انطلاق الشراكة من أجل المتوسط بحيث يتم تجنب سلبيات المبادرات السابقة في المبادرة الإيطالية».
وأضاف: «نموذج العلاقات السورية ـ الإيطالية يمكن أن يشكل حجر زاوية في هذه المبادرة نحن وإيطاليا على وشك رفع سمات الدخول لديبلوماسيين ورجال الأعمال والطلاب»، وهنا علق فراتيني قائلا: «أصدقاءنا يقترحون ونحن نساعد على تحقيق ذلك»، ونوه فراتيني بمبادرات الانفتاح التي تتخذها سورية وبخاصة «في موضوع الـ «فيس بوك» والـ «يوتيوب» وهي خطوات نحو الشفافية التي تبدأ من الأسفل إلى الأعلى وتصب دائما في مصلحة البلد»، معربا عن أمله في أن «يتم التوقيع على اتفاق الشراكة السورية ـ الأوروبية من دون أن يتسبب في أي نوع من الإساءة».