لليوم الرابع على التوالي استمرت محاولات التظاهر في اليمن، حيث أصيب شخصان على الأقل أمس في مصادمات بين متظاهرين مناهضين للحكومة اليمنية وأنصار الحزب الحاكم في البلاد خلال خامس يوم على التوالي من الاحتجاجات. فقد منعت شرطة مكافحة الشغب اليمنية حوالي ألف متظاهر من الوصول إلى القصر الرئاسي أثناء احتجاجات في العاصمة صنعاء، وغير المتظاهرون طريقهم حيث وجدوا أمامهم أنصار الحزب الحاكم الذين قذفوهم بالحجارة وضربوهم بالهراوات، وفقا لشهود.
وقال الشهود إن شخصين أصيبا بجروح قبل أن تفرق الشرطة المتظاهرين، ويدعو المتظاهرون، وهم خليط من طلاب الجامعة ومواطنون يطالبون بالحصول على وظائف، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى التنحي بعد بقائه في السلطة 32 عاما.
من جهة أخرى، قام موظفون حكوميون في مدينة عدن بجنوب اليمن بإخراج رئيس إحدى المؤسسات الحكومية من مكتبه عنوة أمس الأول بعد إضراب استمر يومين لإرغامه على الاستقالة، في وقت تظاهر فيه آلاف اليمنيين، مطالبين بإصلاحات سياسية وبالإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح، بحسب قناة الجزيرة التي قالت ان المعارضة دعت الى تنظيم يوم غضب شعبي الجمعة المقبلة.
وذكر موظفون أن عاملين في هيئة موانئ خليج عدن اقتحموا مكاتبها الإدارية وقاموا بإخراج رئيس مجلس إدارتها محمد بن عيفان وكبار الإداريين منها. وفي تطور آخر، ذكرت وكالة رويترز أن أنصارا للحكومة اليمنية مسلحين بزجاجات مكسورة وخناجر وحجارة طاردوا الآلاف من المتظاهرين المنادين بالإصلاح في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول، ليتحول الاحتجاج ـ الذي استلهم الثورة الشعبية المصرية ـ إلى عنف متزايد.
وفي الجنوب ـ حيث تواجه الحكومة متشددي القاعدة ومشاعر انفصالية متصاعدة ـ شارك المئات من المحتجين المناهضين للحكومة في مظاهرة بمدينة عدن الساحلية، وقام بعضهم برشق الشرطة بالحجارة والاشتباك معها، وقال سكان إن قوات الأمن استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين، واعتقلت خمسة أشخاص.
وأرجأ صالح ـ الذي يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة للقيام بالإصلاحات التي وعد بها زيارة لواشنطن كان من المقرر القيام بها في وقت لاحق من هذا الشهر بسبب الأوضاع في المنطقة.