بيروت - عمر حبنجر
تتسارع المشاورات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي واطاره وآلياته والمواصفات المطلوبة للرئيس العتيد، قبيل الدخول في اختيارات الاسماء، رغم ان بعض القوى سمت مرشحيها علنا.
جس النبض
بعض التقديرات اعتبرت «رمي الاسماء» من نوع «جس النبض» وان الغربلة الحقيقية لم تبدأ بعد، وفي رأي رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي والقيادي في قوى 14 مارس وليد جنبلاط، ان المسألة طويلة وانه رفض فكرة التسوية مع قوى 8 مارس من خلال صيغة الرئيس التوافقي لقناعته بان لبنان الآن على لائحة الانتظار الدولية، وان الاميركي الممسك بزمام المنطقة، لا يريد حلا في لبنان كما لا يريد حربا، بانتظار ما سينتهي اليه امره مع الايرانيين والسوريين واساسا مع القضية الفلسطينية المصطدمة بمسألتي القدس وعودة اللاجئين.
وفي رأي جنبلاط الذي استقبل النائب الدرزي انور الخليل موفدا من الرئيس نبيه بري، ان لبنان واقع بين مشروعين، مشروع اميركي وآخر سوري - ايراني، وان الاميركي يحاول اقناع السوري بالتخلي عن تحالفه مع ايران، لان الرئيس جورج بوش مصر على توجيه ضربة الى ايران، لكن السوري لم يقتنع بعد بالمقابل الاميركي، كما ان البنتاغون مازالت تعارض عزم بوش ضرب ايران «حتى لا يصبح جنودنا في العراق رهائن؟»
لهذه الاسباب والاعتبارات، يجاهر النائب جنبلاط برفض التسوية المحلية المطروحة تحت عنوان التفاهم على رئيس توافقي، لانه واثق من استحالة اي حل لبناني قبل التسوية الاقليمية.
النائب الخليل وصف موقف النائب جنبلاط بالواضح. وقال: نسعى للتفاهم من خلال آليات مقبولة، وعن موقف جنبلاط الرافض للتصويت الا لمرشحي 14 مارس قال اننا مازلنا نبحث عن الآليات.
رسائل جنبلاط
وفي هذا الاطار، وجه جنبلاط رسائل الى مجموعة من قادة ورؤساء الدول والاحزاب أبرزهم: خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الامريكي جورج بوش، والروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي نيكولا ساركوزي، والصيني ليو تشيمنغ، والمصري حسني مبارك، ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، ورئيس وزراء اسبانيا خوسيه ثاباتيرو، والايطالي رومانو برودي، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيس البرلمان الاوروبي، والى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمنسق السياسي في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والى اعضاء في مجلس الشيوخ والكونغرس الاميركي، والى عدد من رؤساء الاحزاب الاشتراكية الدولية والاوروبية، ومما في الرسالة: لقد وقع لبنان مجددا ضحية لجريمة نكراء استهدفت عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان غانم وعددا من المدنيين الابرياء. لقد كان غانم ركنا بارزا في فريق 14 مارس وقد شارك بفعالية في «ثورة الارز». ان الشعب اللبناني، واكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة الى دعم المجتمع الدولي، من حكومات وأحزاب، للتأكد من تخطي الشعب اللبناني وقيادييه مسلسل الاغتيالات الهادفة بشكل أساسي الى تدمير لبنان. اذ يواجه كل من ربيع بيروت وحريتها خطر التصفية السياسية والجسدية، ووحدكم، انتم اصدقاء لبنان، تستطيعون حمايته نحن واثقون بأنكم مستمرون في دعم سعينا نحو الحرية عبر تأمين حصول انتخابات الرئيس الجديد للجمهورية تحديدا بعد ان شلت سورية وحلفاؤها المجلس النيابي اللبناني لمنع استعادة النظام الديموقراطي وقيام الدولة.
وقالت مصادر اعلامية ان جنبلاط ابلغ موفد بري، كما فعل الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية د.سمير جعجع، بأنه لن يصوت الا لمرشحي 14 مارس. المصادر نقلت عن جعجع ان موفدي بري اليه وهما النائبان علي بزي وميشال موسى، سألاه عن مرشحيه للرئاسة فكرر امامهما ما سبق ان اعلنه، اي نسيب لحود او بطرس حرب، وكان جواب بزي: ان دولة الرئيس بري يتمنى عليك توسيع اللائحة، ما يوحي بأن المعارضة تعارض اختيار لحود او حرب.
الحريري - بري
هذه المعطيات كانت محل تشاور بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري، استغرق نحو ساعتين امس الاول بعدها كان هناك كلام جديد لسعد الحريري خلال افطار اقامه في دارته لفعاليات منطقة عكار في شمال لبنان امس الاول حيث قال ان الارتياح الذي عكسته المشاورات تتعين ترجمته باختيار رئيس جديد للجمهورية يليق بتضحيات اللبنانيين وبمفهوم الدولة ويكون عند مستوى التحديات التي تواجه لبنان. وقال الحريري: نحن على ثقة بأن جولة الحوار الجارية ستتوصل الى رئيس للجمهورية، تنتصر لوصوله اكثرية الشعب اللبناني، واضاف: لقد انتهى زمن فرض الرؤساء ولن نسمح لفراغ بأن يملأ موقع الرئاسة، ولن نرضى بأن يملأ الفارغون سدة الرئاسة. وقال الحريري: الزمن هو زمن الرئاسة اللبنانية الصافية، والرؤساء الذين يصنعون في المجلس النيابي فقط.
فيلتمان لرئيس قوي
في هذا الوقت، كان د.جعجع يلتقي السفير الاميركي جيفري فيلتمان المتتبع الدقيق للاتصالات حيث اكد على اهمية ان يكون الرئيس المقبل قويا ويعمل على بسط السيادة وتعزيز الاستقلال وتطبيق القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701، وقال: ليس المهم الشخص انما المشروع الذي يحمل.وحول زيارة النائب الحريري الى واشنطن قال السفير فيلتمان: ان المشاورات ستجرى مع جميع الافرقاء، وان هناك خطا احمر واحدا بالنسبة للاميركيين هو التدخل في الانتخابات والاسماء، معلنا انه لا يوجد «ڤيتو» اميركي على اي اسم، آملا ألا تتدخل سورية في الانتخابات، من جهته اطلع د.جعجع السفير الاميركي على ما وصفه «بالتدخلات الخارجية» في موضوع الانتخابات الرئاسية، ولاسيما لناحية بعض الاسماء التي تسعى دمشق لتسويقها، على نحو يذكر بالانتخابات الرئاسية التي جرت خلال الـ 15 عاما الماضية.
جعجع: اغتيال النواب مستمر
ونقلت «النهار» ان د.جعجع كشف عن معلومات لديه للسفير الاميركي مفادها ان اغتيال النواب سيستمر، لافتا الى اهمية وقوف المجتمع الدولي ومجلس الامن الى جانب لبنان، ضمانا للديموقراطية وحماية للحياة السياسية. وتأجيل فرض المزيد من العقوبات على ايران، على خلفية برنامجها النووي وستكون الفترة الفاصلة من 23 نوفمبر بمنزلة اختبار للنوايا من الجانبين السوري والايراني حيال هذا الاستحقاق.
الصفحة في ملف ( pdf )