«رأينا الأمل.. مصر معلمنا والنموذج الذي نحتذي به»، هكذا قال المعارض الصيني وي شويشان عقب اطلاق سراحه الاثنين الماضي عقب احتجازه لدى الشرطة لمدة 48 ساعة.
انقضت الشرطة بعد حفل نظمه وي للاحتفال بتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك أقامه ناشطون بمدينة هانجتشو عاصمة إقليم تشيانج شرقي الصين.
وقال وي ان عشرات من أعضاء حزب الديموقراطية الصيني المحظور في إقليم تشيانج خططوا لعقد اجتماع من اثنين مقررين شهريا، وذلك يوم السبت.
وقال «نريد الاحتفال بسقوط مبارك. إنها مناسبة ألهمتنا كثيرا فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديموقراطية».
وقال وانج رونجشينج، وهو معارض مخضرم اعتزم حضور الاجتماع، «إنه اجتماع عادي. وهو مناسب في وقت سقوط الحكومة السلطوية في مصر، ولذا فإن الاجتماع سيخصص للاحتفال بالانتصار في مصر».
واوضح الاثنان ان الشرطة طلبت منهما عدم الاستمرار في وصف الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بالديكتاتورية وعدم عقد اجتماعات أخرى خلال تلك الفترة «الحساسة».
وقال وي «في الحقيقة، تخشى الحكومة احتفالنا بما تحقق في مصر وفي ظل هذا الخوف تستخدم هذا الأسلوب السيئ معنا».
يشار الى ان الحكومة الصينية قامت بانتقاء ما يبث من انباء حول الاحتجاجات التي وقعت خلال الاسابيع الأخيرة في تونس ومصر، والتي تركز على عدم الاستقرار وإجلاء المواطنين الصينيين، بصورة أكبر من الحديث عن أهداف المحتجين.
وتفرض الحكومة أيضا رقابة على مواقع البحث في المدونات الالكترونية، غير ان أخبار الاحتجاجات تصل إلى كثير من الناشطين عبر خدمة البروكسي بين أجهزة الكمبيوتر والمواقع الخارجية باللغة الصينية.
وهناك مئات التعليقات على الإنترنت تؤيد الاحتجاجات التي هزت الدولتين العربيتين.
وقال الفنان الصيني الشهير آي ويوي على صفحته بموقع تويتر «اليوم، كلنا مصريون»، مضيفا، في إشارة إلى حكم الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1949، «الأمر احتاج فقط الى 18 يوما لينهار نظام عسكري كان يبدو مستقرا ومتجانسا، لنحو 30 عاما. أما هذا النظام المستمر منذ حوالي 60 عاما، فقد يحتاج بضعة شهور».
وحاول نشطاء أيضا إظهار تأييدهم علنا وإن كان عبر وسائل بسيطة على الأقل في مدينتين أخريين في الصين.
وحمل العديد من النشطاء الورود إلى السفارة المصرية في بكين الاثنين لتهنئة الشعب المصري على الإطاحة بمبارك، ولكن الشرطة رفضت السماح لهم بتسليم الورود، حسبما ذكر أحد النشطاء.
وقالت منظمة المدافعين عن حقوق الإنسان الصيني ومقرها هونغ كونغ إنه تم اعتقال ثلاثة نشطاء آخرين وهم في طريقهم إلى السفارة المصرية.
وقالت الجماعة الحقوقية إن الشرطة في مدينة جويانج جنوب غربي البلاد اصدرت أوامر الأسبوع الماضي للنشطاء بوقف توزيع معلومات من المواقع الخارجية عن حقوق الإنسان والديموقراطية، ومن الواضح أن السبب وراء هذا كان القلق من التأثير المحتمل لأخبار الاحتجاجات.
كانت الشرطة في السابق تقوم بمراقبة النشطاء الذين ينظمون تجمعات غير رسمية في الميادين العامة، ولكنها سمحت لهم بتوزيع معلومات عن قضايا مثل «ميثاق 08 للإصلاح الديموقراطي»، وعن الكاتب الصيني المعارض المسجون، والفائز بجائزة نوبل العام الماضي ليو شياوبو. ونشر موقع يديره أنصار «ميثاق 08» الذي ساعد ليو في وضعه، بيانين هذا الأسبوع لتأييد الشعب المصري عرف منه انه جاء من «الموقعين على ميثاق 08» ومجموعة من النشطاء في إقليم هونان وسط البلاد. لم يتضمن البيانان أي اسماء. وقال محامي حقوق الإنسان البارز تينج بياو في وقت سابق إن صورة بالفيديو لمتظاهر وحيد في القاهرة وهو يوقف تقدم عربة مصفحة ذكرته بالاحتجاجات من أجل الديموقراطية التي جرت في الصين عام 1989، والتي بدأت من الميدان السماوي في بكين المعروف (ميدان تيانانمين). وإحدى الصور الثمينة عن حركة عام 1989 والتي انتهت بقمع عسكري دموي، تظهر رجلا يسد الطريق أمام رتل من الدبابات قرب ميدان تيانانمين.