تخطو جماعة الاخوان المسلمين بحذر في مصر ما بعد الثورة مطمئنة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد والمواطنين المصريين بأنها لا تريد السلطة محاولة تبديد المخاوف بشأن قوتها السياسية.
وعلى مدى عقود استهدفت الدولة جماعة الاخوان بالقمع لذا تريد الجماعة الحفاظ على الحريات التي اكتسبتها في ظل الإدارة الجديدة التي يقودها الجيش التي تسلمت السلطة من الرئيس السابق حسني مبارك.
والإشارات حتى الآن مشجعة للاخوان فاللجنة المكونة من عشرة أعضاء التي تم تعيينها لاقتراح تعديلات ديموقراطية على الدستور تضم أحد أعضاء الجماعة. لكن خبراء يقولون إن الإسلاميين مازالوا قلقين من الجيش.
يفسر هذا نوعا ما لماذا بذلوا كل ما في وسعهم ليقولوا إنهم لا يسعون الى السلطة في ترديد لموقف تبنوه لفترة طويلة ليتجنبوا المواجهة مع الدولة.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين إنها لن ترشح أحدا في انتخابات الرئاسة كما لن تخوض الانتخابات البرلمانية في عدد كبير من الدوائر لأنها لا تسعى الى الحصول على أغلبية في البرلمان.
ويقول خبراء إن الرسالة في الأساس موجهة للخارج خاصة الولايات المتحدة التي عبرت عن بعض القلق بشأن الدور الذي قد تلعبه جماعة الاخوان في مصر بعد مبارك.
وجماعة الاخوان في الوقت الحالي هي القوة السياسية الكبرى الوحيدة المتبقية بعد أعوام من الاستبداد الذي خنق الأحزاب العلمانية لكن أعضاءها يقولون إنهم يتوقعون أن تتطور الأحزاب الأخرى ويرحبون بمشهد سياسي اكثر تعددية في المستقبل.
وقال محمد حبيب عضو مجلس شورى الجماعة والنائب الأول لمرشد الاخوان سابقا «لو جرت انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ربما يستطيع الاخوان المسلمون الفوز بما بين 25 و30% من جملة الأصوات».
وأضاف «الاخوان يريدون طمأنة الشعب المصري وطمأنة العالم العربي والاسلامي بأنهم لا يسعون للحكم ولا التنافس على السلطة بقدر ما يهمهم أن تكون هناك حرية وديموقراطية».
وقال ابوالعلا ماضي العضو السابق بالجماعة الذي انشق عنها في التسعينيات إن جماعة الاخوان تحاول أن تبعث برسالة لطمأنة أطراف كثيرة مضيفا أنها الآن الجماعة الوحيدة المستعدة للانتخابات في حين تحتاج الأحزاب الأخرى الى عام على الأقل لإعادة تنظيم صفوفها.
وعلى مدى الانتفاضة توخت الجماعة الحذر الذي لطالما ميز استراتيجيتها في التعامل مع إدارة مبارك فقالت في البداية إنها ليس لها دور في اندلاع الثورة ثم بدأت تنضم لها تدريجيا.
ويرى خبراء بشؤون الجماعة أنها تتعامل بنفس الدرجة من الحذر مع القيادة العسكرية الجديدة لأنها تريد تجنب تكرار الحملة التي تعرضت لها في المرة الأخيرة التي حكم فيها الجيش البلاد عام 1952. وقال ماضي إن الاخوان يشاركون كل المصريين املهم لكن أملهم تصاحبه «درجة من التردد والحذر والقلق».
ويقول ضياء رشوان المحلل والخبير في الإسلام السياسي إن لديهم خوفهم التقليدي من الجيش وخوفهم التقليدي من الصدام مع السلطة الجديدة. وميز الصبر استراتيجية جماعة الاخوان المسلمين القائمة على نهج من القاعدة الى القمة للترويج لرؤيتها عن الإسلام في المجتمع. وهي لا تؤيد انتهاج العنف لتحقيق أهدافها.