قال الصحافي الفرنسي نيكولا بوظ المتخصص في الشؤون التونسية على مدونته على الانترنت أمس الأول إن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي دخل في غيبوبة ونقل إلى المستشفى في جدة.
ونقل الصحافي عن مصادر تونسية أن بن علي (75 عاما) «أصيب بجلطة دماغية ونقل إلى مستشفى مخصص للأمراء السعوديين في جدة تحت هوية مزيفة لأسباب أمنية». وقال إن صحته «مثيرة للقلق» وإنه «دخل في غيبوبة» كما أن زوجته ليلى الطرابلسي التي كانت عرضة للكثير من الانتقادات والاتهامات باختلاس الأموال العامة واستغلالها وعائلتها الحكم لم تعد إلى جانبه. ونقل عن مصدر مقرب من الرئيس المؤقت الحالي لتونس فؤاد المبزع انه يعلم منذ ثلاثة أيام عن وضع بن علي الصحي.
في هذا الوقت أعلن البنك المركزي التونسي امس الاول أن بنوكا تونسية عامة وخاصة أقرضت 182 مؤسسة اقتصادية تونسية مملوكة لعائلتي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي أو مقربين منهما مبالغ مالية بقيمة 2.5 مليار دينار تونسي (حوالي 1.75 مليار دولار). وقال مصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الأول بمقر البنك في العاصمة تونس إن القروض التي حصلت عليها الشركات المذكورة مثلت 5% من الحجم الإجمالي للقروض التي أسندتها البنوك التونسية لتمويل مشاريع اقتصادية في البلاد.
وأوضح النابلي الذي سبق له العمل في البنك الدولي أن 71% من حجم القروض التي حصلت عليها الشركات المذكورة «قابلة للاسترجاع» (لأن الشركات المقترضة قدمت ضمانات بنكية) وأن 430 مليون دينار (حوالي 215 مليون يورو) من جملة القروض مشكوك في استرجاعها (تم تقديمها دون ضمانات بنكية).
ولفت إلى أنه تم توجيه أكثر من نصف القروض (1.3 مليار دينار من أصل 2.5 مليار دينار) لتمويل مشاريع 4 شركات فقط (من أصل 182 شركة) هي شركتا الاتصالات الخاصتان «تونيزيانا» و«أورانج»، وشركة الاسمنت «إسمنت قرطاج» ومصنع إنتاج السكر «سكر تونس». ويملك صخر الماطري (زوج ابنة بن علي) أسهما في «تونيزيانا» ومروان المبروك (زوج ابنة بن علي) أسهما في «أورانج» فيما يستحوذ بلحسن الطرابلسي (شقيق زوجة بن علي) على أغلب رأسمال شركتي «اسمنت قرطاج» و«سكر تونس». إلى ذلك أفاد محافظ البنك المركزي التونسي بان البنك لا يتوفر في الوقت الحالي على إحصائيات حول حجم الأموال التي هربها الرئيس المخلوع وزوجته وأقاربهما إلى الخارج. وتوقع أن تكون عملية استرجاع الأموال المهربة «صعبة» وأن تستغرق «وقتا طويلا».
إلى ذلك شرع مبدعون تونسيون في التوثيق «لثورة الياسمين» التي أدت الى إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، حتى تظل راسخة في الأذهان في حين اعتبرها اخرون دافعا نحو مرحلة فنية جديدة.وكشف المخرج التونسي الشاب محمد علي النهدي لوكالة فرانس برس انه «بصدد التحضير لفيلم وثائقي طويل حول الثورة الشعبية سيكون وثيقة تاريخية للأجيال القادمة لفهم ما جرى في البلاد».
إلى ذلك، قالت بلدية تونس انها قررت إطلاق اسم محمد البوعزيزي مفجر ثورة تونس على ساحة رئيسية بالعاصمة تونس بدلا من اسم 7 نوفمبر الذي يرمز الى تاريخ استيلاء الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي على الحكم في تونس عام 1987.
واضاف بيان لبلدية تونس انها «قررت اطلاق اسم البوعزيزي على ساحة 7 نوفمبر وايضا على شارع 7 نوفمبر تخليدا للثورة التي أطاحت بالنظام السابق».