-
منى مكرم عبيد: عز كان يجهز نفسه لرئاسة مصر
أمضى حبيب العادلي وزير داخلية عهد الرئيس المصري المخلوع ليلته الأولى اول من امس في احد السجون القريبة من القاهرة والتي استخدمها خلال سني توزيره لسجن معارضي النظام.
ويعتبر العادلي احد أبرز رموز الفساد السياسي في مصر بسبب طول فترة توليه الوزارة المسؤولة عن ادارة الأمن الداخلي التي استمرت حوالي 14 عاما.
وقالت مصادر مطلعة ان رجال الأمن اقتادوا العادلي عصر اول من امس الى سجن مزرعة طرة بعد وقت قصير من إصدار النائب العام المصري عبد المجيد محمود قرارا بحبسه مع وزيري الإسكان والسياحة السابقين احمد المغربي وزهير جرانة و أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الحاكم سابقا.
وأظهرت أفلام فيديو نشرت على مواقع اليوتيوب العادلي وهو ينزل من سيارة بيك آب تابعة للشرطة تستخدم عادة لنقل المجرمين ويقتاد من قبل رجال الأمن الى باب السجن.
وكان النائب العام المصري قد قرر حبس العادلي لمدة 15 يوما بتهم تتعلق بالفساد واستغلال وظيفته للتربح كما امر بحجز أمواله وأموال زوجته الصحافية إلهام شرشر وولده شريف.
وتتهم قوى المعارضة العادلي الذي تولى منصبه عام 1997 باتهامات عديدة منها ما يتعلق بقمع الانتفاضة في عصر الرئيس السابق وانتهاك حقوق الإنسان منذ عمله في جهاز امن الدولة وتوليه مسؤولية الجهاز بعد ذلك.
ومن بين التهم التي تواجه العادلي حسب صحف مصرية عديدة تخطيطه واشرافه على الهجوم الارهابي الذي استهدف كنيسة قبطية في مدينة الإسكندرية بداية العام الحالي وهي اتهامات لم يتم التأكد منها رسميا.
وذكرت المصادر ان العادلي خضع للتحقيق خلال الأيام الماضية من قبل اعضاء النيابة العامة ومحققين من الاستخبارات العسكرية بشأن قضايا تتعلق بالفساد وطريقة ادارته الأمنية خلال الانتفاضة التي أطاحت بمبارك. وقالت المصادر العادلي امضى الليلة الاولى في نفس قاعة السجن التي يقضي فيها خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان المسلمين وحسن مالك القيادي في الجماعة فترة سجنهما بتهم يقول الاخوان انها لفقت من قبل العادلي. وأضافت المصادر ان من بين الذين تستضيفهم قاعة السجن الملياردير هشام طلعت مصطفى المدان بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.
الى ذلك، أطلق مجهولون النار بكثافة شديدة على سيارة الترحيلات التي تقل العادلي بعد تحرك السيارة لأمتار قليلة من أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس صباح امس.
وقال شهود، بحسب جريدة البشاير، ان السيارة التي كانت تقل العادلي تعرضت لإطلاق نار مكثف من مجهولين، إلا ان الحراسة الشديدة التي كانت تحيط بالسيارة من قوات الجيش والشرطة تعاملت مع المجهولين الذين أطلقوا النار واستطاعوا تأمين السيارة حتى ابتعادها عن مرمى النيران.
وفور وقوع الحادث، تم تشديد الحراسة وإجراءات الأمن والاستعانة بقوات من العمليات الخاصة في الجيش لتأمين سجن مزرعة طره الذي يضم 3 من الوزراء والمسؤولين السابقين وهم احمد عز وزهير جرانة وزير السياحة السابق واحمد المغربي وزير الإسكان السابق.
في سياق متصل بدأت نيابة أمن الدولة في التحقيق مع إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ومساعد وزير الداخلية السابق امس.
الى ذلك، قالت د.منى مكرم عبيد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بحزب الوفد ان احمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني ومحتكر الحديد كان يخطط للوصول الى ان يكون رئيسا لمصر وبديلا لجمال مبارك، حيث انه كان حسب تعبيرها «منظّر على الرئاسة». وقالت عبيد على الهواء على شاشة المحور ان عز احتكر مصر كلها وكان يساند جمال مبارك بقوة وهو يعلم ان جمال مبارك مكروه من الشعب المصري، وعز كان يجهز نفسه لأن يكون رئيسا لمصر بعد مبارك الأب.