رأى الكاتب الباكستاني الشهير أحمد رشيد أن نفوذ المتشددين في وطنه باكستان في تزايد مستمر وحذر من الانهيار التدريجي لباكستان التي تمتلك القنبلة النووية. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في لاهور، قال المحلل السياسي رشيد إن باكستان تمر حاليا «وبلا شك» بأسوأ أزمة لها منذ تأسيسها عام 1947، مضيفا «المجتمع المدني في باكستان في انحسار، وعواقب ذلك شديدة الخطورة». ونشر كتاب رشيد الذي حمل عنوان «السقوط في الفوضى، أفغانستان وباكستان والعودة لطالبان» العام الماضي بالألمانية. وجاء في الكتاب أن هناك تمددا للأصوليين في باكستان أمام الأغلبية الليبرالية وأن هذا التمدد للأصوليين في تزايد مستمر وأن حكومة إسلام آباد «لا تبدي أي نوع من الحزم أو الإرادة» أمام هذا التطور. وأكد رشيد أن «مستقبل باكستان في خطر» وأن الباكستانيين يواجهون انهيارا تدريجيا وأن الأزمة السياسية والاقتصادية في باكستان تذكر بالظروف في تونس ومصر والتي أدت إلى اضطرابات في هذين البلدين في شمال أفريقيا، مضيفا «أخشى كثيرا أن تؤدي حركة في باكستان على غرار ما حدث في مصر إلى استيلاء الأصوليين على السلطة».
وقال رشيد إن اغتيال سلمان تاسير حاكم إقليم البنجاب شرق باكستان على يد أحد حراسه الشخصيين الشهر الماضي يطرح سؤالا عن مدى الثقة التي تتمتع بها قوات الأمن وقال إن الحارس كان أحد أفراد إحدى قوات الصفوة بالشرطة وأن قوات الصفوة بالجيش الباكستاني هي المسؤولة عن حماية الأسلحة النووية. وقال قاتل تاسير انه قتله لأنه عارض قانون ازدراء الأديان «التجديف» مثار الجدل في باكستان. ورأى رشيد أنه ليس هناك بديل عن التحاور مع حركة طالبان في أفغانستان، مضيفا «لا أرى إمكانية لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان وانتقال للسلطة دون إنهاء الحرب الأهلية هناك».