-
القذافي يلتحم بمؤيديه في طرابلس.. وحصيلة المواجهات تتفاقم.. وفرار عدد كبير من سجناء «الجديدة» و«الكويفية»
فيما أعلنت جماعتان ليبيتان في المنفى امس ان المحتجين سيطروا على مدينة البيضا وان المدينة باتت بأيدي «الشعب» بعد ان انضم لهم بعض أفراد الشرطة المحلية، تفاقمت حصيلة أعمال العنف التي تهز ليبيا منذ الثلاثاء الماضي لتبلغ 24 قتيلا على الأقل حسب منظمة هيومن رايتس ووتش التي اتهمت السلطات الليبية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المسالمين في حين توعد النظام المتظاهرين بـ«رد صاعق». وأكد الحصيلة رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا، ويضاف إلى هؤلاء 3 سجناء قتلوا أثناء محاولتهم الفرار من سجن «الجديدة» في طرابلس كما شهد سجن «الكويفية» في بنغازي حركة تمرد ما أسفر عن فرار عدد كبير من السجناء.
وعلى وقع الأهازيج والأبواق وحلقات الرقص في الساحة الخضراء في طرابلس، عرض التلفزيون الليبي في الساعات الأولى من صباح امس لقطات مصورة تظهر الزعيم الليبي معمر القذافي يجول في عدد من شوارع العاصمة طرابلس ويلتقي مؤيديه، ومؤيدوه يتسابقون لمصافحته وتحيته.
وكانت جموع الشباب الليبي، كما ظهر من عرض التلفزيون للحدث تلتحم بالقذافي وهي ترقص وتغني وسط الساحة الخضراء، وتهتف بعبارات مثل: «جماهيرية سلطة شعبية.. ومعمر أمين القومية».. «الله ومعمر وليبيا وبس»، «يا قائد نحن حراسك.. كل الروس فدا لراسك»
من جانبها، هددت حركة اللجان الثورية التي تعد معقل الحرس القديم في ليبيا، برد «عنيف وصاعق» على المتظاهرين «المغامرين» في ليبيا، وقالت ان المساس بالخطوط الحمراء «انتحار ولعب بالنار».
وقالت الحركة في افتتاحية صحيفتها «الزحف الاخضر»: «ان اي مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فان هذا الشعب الابي والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم (عليها) عنيفا وصاعقا».
واضافت الصحيفة «ان سلطة الشعب والجماهيرية والثورة والقائد معمر القذافي جميعها خطوط حمراء، ومحاولة تجاوزها او الاقتراب منها انتحار ولعب بالنار، وقد اعذر من انذر».
الى ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلا عن شهود، ان 24 متظاهرا على الاقل قتلوا واصيب عشرات آخرون بجروح اثر اطلاق قوات الامن الليبية الرصاص الحي على «التظاهرات السلمية» التي تشهدها البلاد منذ مساء الثلاثاء ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان في بيان ان «الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الامن على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع اي حركة اعتراض داخلية».
واضافت هيومن رايتس ووتش ان مئات «المتظاهرين السلميين» نزلوا الى الشوارع امس الاول في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا (شرق) وزنتان (غرب)، مؤكدة انه «بحسب العديد من الشهود فقد اطلقت قوات الامن الليبية النار على المتظاهرين وقتلتهم لتفريق التظاهرات».
واضافت ان اعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء، مشيرة الى ان الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب امس الاول المزيد من التجهيزات وقال انه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصابا من المتظاهرين نصفهم في حالة حرجة بسبب اصابات بالرصاص. وتجمع المتظاهرون لتشييع متظاهرين قتلوا الاربعاء وتوجهوا الى مبنى قوات الامن على وقع هتاف «يسقط النظام» و«معمر القذافي ارحل»، وقد صور بعض المتظاهرين جانبا من التظاهرات بكاميرات هواتفهم الخلوية. وفي بنغازي التي تعتبر معقلا للمعارضة افاد متظاهر ان رجالا باللباس المدني مسلحين بمديات انضموا الى قوات الامن لمهاجمة المتظاهرين الذين كان بينهم عدد كبير من المحامين المطالبين بوضع دستور للبلاد.
«تايمز»: أهو غروب النظام الليبي؟
من جهة أخرى تساءلت صحيفة «تايمز» البريطانية عما اذا كانت المظاهرات التي تشهدها ليبيا بداية لتكرار ما جرى في كل من مصر وتونس وستؤدي الى رحيل النظام الليبي ام لا.
وقالت الصحيفة ـ في افتتاحيتها تحت عنوان «أهو الغروب في طرابلس؟» ـ ان امام الاصلاحيين صراعا خطيرا، غير ان المطالبة بالتغيير في ليبيا توضح الكثير من سياسة الغرب الخارجية وكذلك حالة النظام في طرابلس.
وتشير «تايمز» الى ان العقيد معمر القذافي يعد في الغرب شخصية زئبقية، غير ان صفته المتميزة في التصلب كانت دعامة له في التمسك بتلابيب السلطة منذ حكمه للبلاد عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1969.
فالأجهزة الامنية الداخلية تتمتع بسلطات واسعة، والمنتقدون للنظام مغيبون عن الساحة، وهناك تقارير تفيد بأن السلطات قتلت نحو 1200 معتقل في سجن ابوسليم عام 1996.
وقالت الصحيفة ان الايديولوجية المثيرة للضحك هي التي تنادي بالديموقراطية لكنها توفر على ارض الواقع غطاء للديكتاتورية.
المبارك عن طلب ليبيا تأجيل قمة بغداد: حسب علمي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هي التي دعت إلى ذلك
بشرى الزين والوكالات
من جهته أكد السفير الليبي محمد المبارك أنه لا تخوف على النظام السياسي في بلاده.
وأضاف المبارك في تصريح للصحافيين على هامش حضوره اللقاء الديبلوماسي في مزرعة عزايز أمس أن الاحتجاجات المتفرقة التي سادت مدنا ليبية لا تمثل أي ثقل أو تخوف على الحياة السياسية، مشددا على أن الامور مستقرة جدا في ليبيا.
وحول ما أثير عن طلب طرابلس تأجيل القمة العربية في بغداد قال المبارك حسب علمي أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هي التي دعت إلى هذا الأمر.
لكن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال إن الجامعة لم تتلق أي طلب رسمي من أي دولة بتأجيل القمة، وأضاف أن موعد القمة لايزال وفق الجدول الزمني الموضوع.