قال مصدر مطلع بالتليفزيون المصري لـ «إيلاف» ان التلفزيون استمر في تلقي تعليماته من وزارة الداخلية حتى مساء يوم 28 يناير، بعدها كانت جميع التعليمات تأتي من قيادات الجيش التي كانت موجودة في المبنى، إضافة إلى وزير الإعلام، أنس الفقي، الذي كان يتابع شخصيا ما كان يتم بثه ويحدد الضيوف الذين تتم استضافتهم.
وأكد المصدر أن المذيعين الأربعة الذين استمروا في الظهور لعدة أيام متتالية على الهواء، لم يكونوا على علم بما يجري في الخارج من أحداث بصورة كاملة، مشيرا إلى أن الاستغاثات التي أطلقوها على الهواء والتي تحدثت عن اقتحام عدد من البلطجية للمساكن، وانتشار عمليات الاغتصاب كانت حقيقة، مشددا على أن هذه المكالمات الهاتفية التي كانت تطلب المساعدة حقيقية، ولم تكن مفتعلة كما ردد البعض.
وأوضح أن المذيعين لم يكن لديهم أي وقت لمعرفة ما يحدث، حيث كانوا يطمئنون على عائلاتهم عبر الهاتف خلال أوقات الراحة التي كانت لا تتعدى الدقائق، مشيرا إلى أن الفريق الذي كان متواجدا على الهواء ظل لمدة أسبوع كامل تقريبا بلا نوم.
ولفت إلى أنهم عندما طلبوا التبديل مع عدد من الزملاء الذين لم يكونوا موجودين في المبنى، أخبروهم في البداية بصعوبة وصولهم إلى المبني بسبب حصار المتظاهرين، فضلا عن رفض عدد كبير من المذيعين الظهور في هذا الوقت على الهواء، موضحا أن هذا السبب علم فيما بعد.
وأكد المصدر أن عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار سمح لكل من لا يريد الظهور بالحصول على اجازة مفتوحة، وهو الأمر الذي لاقى ترحيب الكثيرين، فيما قدم آخرون استقالاتهم.
وشدد على أن المذيعين الموجودين قاموا بنقل الأخبار كما كانت ترد إليهم من دون أن يضيفوا أو يحذفوا منها، مبررا استمرارهم في الظهور بالحفاظ على صورة التلفزيون، وحتى لا يكتب في التاريخ ان أبناء التلفزيون تخلوا عنه وقت الأزمة.
وقال المصدر الذي ظل في التلفزيون منذ 25 يناير وحتى تنحي الرئيس، ان خطابات الرئيس لم يكن مضمونها معروفا قبل إذاعتها، على الرغم من تسجيلها مسبقا ووصولها إلى التليفزيون قبل إذاعتها بوقت كاف، مشيرا إلى أن المذيعين كانوا يعرفون مضمون الخطاب عند إذاعته مثلهم مثل المشاهدين.
وحول ما قاله وزير الإعلام المستقيل، أنس الفقي، عن تعرض مبنى التلفزيون لمحاولات اختراق من أجل إعلان تنصيب د.محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير رئيسا للجمهورية، ود.محمد بديع، المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين رئيسا للوزراء، غير صحيح، مؤكدا أن محاولات اختراق المبنى كانت تتم من قبل المتظاهرين، وتم صدها من قبل قوات الجيش، نافيا معرفة أي من المتواجدين في التلفزيون بهذه المعلومات في وقتها.
ولفت إلى أن قيادات ماسبيرو كان يمكنها أن تحول البث فور اقتحام المبنى إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، مشيرا إلى أنه تردد يوم 28 يناير أن استوديوهات مدينة الإنتاج جاهزة لذلك، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يتأكد من مدى دقة هذه المعلومة.
من جانبه رفض المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون التعليق على هذه المعلومات، مكتفيا بالقول ان ما حدث ليس من اختصاصه.