دمشق - هدى العبود
القى وليد المعلم وزير الخارجية كلمة الجمهورية العربية السورية امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الثانية والستين ركز فيها المعلم على الوضع في منطقة الشرق الاوسط والتحديات والتوترات الكبيرة فيها بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية منذ عام 1967 وتجاهل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني اضافة الى الوضع الراهن في العراق.
وقال الوزير ان تضاؤل الامال لدى شعوب المنطقة وحتى فقدانها الأمل في امكانية صنع سلام عادل وشامل يجعل المنطقة تعيش واقعا متفجرا بالغ الخطورة مشيرا الى ان الدعم والتمويل والتسليح لسياسة استمرار الاحتلال وتجاهل الحقوق هو في تصاعد وازدياد غير مسبوق وان الارقام المعلن عنها اخيرا، في مجال زيادة التسليح الاميركي لاسرائيل تتحدث عن نفسها.
العدوان على سورية
واكد الوزير المعلم ان العدوان الاسرائيلي الاخير على سورية هو دليل على رغبة اسرائيل في تصعيد التوتر وان تقاعس المجتمع الدولي من شأنه ان يشجع اسرائيل على التمادي في مسلكها العدواني.
وقال: ان قيام مصادر في الولايات المتحدة بترويج الشائعات وتلفيق الاخبار التبريرية هو تزوير للحقائق يجعل من هؤلاء شركاء في العدوان وان الحديث عن سلام الشرق الاوسط والتحرك من أجله يحتاج الى توفر ارادة صنع السلام القائم على الحق والعدل وهذه الارادة غائبة فيما نرى من سياسات وان ما يتم تداوله حاليا حول اجتماع دولي مازال يتسم بالغموض في المضامين والغايات وفي التوجه المطلوب نحو الحل الشامل للصراع العربي - الاسرائيلي كما انه يفتقر ايضا الى تحديد الاهداف والاسس والمرجعيات والاطار الزمني.
وتناول الوزير المعلم ما جاء في خطاب الرئيس السوري بشار الاسد امام مجلس الشعب بتاريخ 17 يوليو 2007 حيث قال: ان سورية مستعدة للسلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية كمقدمة لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وان سورية دعت تكرارا لاستئناف عملية السلام على اساس مرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام.
كما تناول الوضع الراهن في العراق طارحا موقف سورية من الحل فيه والذي يبدأ بالمصالحة الوطنية التي تقوم على مبدأ احترام ارادة الشعب العراقي بكل مكوناته مؤكدا على الحاجة لانسحاب القوات الاجنبية من العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية واكد على ادانة سورية لجميع الاعمال الارهابية، التي يذهب الابرياء ضحيتها.
وتحدث المعلم عن اوضاع العراقيين الذين دفعتهم الاوضاع الامنية المتردية الى مغادرة بلدهم والاعباء التي تتحملها سورية جراء ذلك ذاكرا ان المجتمع الدولي لم يقم بما يترتب عليه من مسؤولية في المشاركة بتحمل العبء مشددا على ان الجهة القائمة بالاحتلال تنفق مئات الاف الدولارات على عملياتها العسكرية ولا تخصص شيئا لمساعدة العراقيين المهجرين نتيجة احتلالها لبلدهم والتداعيات التى تترتب على ذلك.
تفعيل الحوار اللبناني
وفيما يتعلق بلبنان قال وزير الخارجية، ان المرحلة دقيقة وحساسة وتستوجب العمل المشترك بين اللبنانيين جميعا لتجاوزها والوصول الى حلول تصب في مصلحة لبنان، مؤكدا دعم سورية لجميع المبادرات الهادفة الى تفعيل الحوار بين اللبنانيين وصولا الى التوافق فيما بينهم ذاكرا ان الاستحقاق الرئاسي القادم يشكل فرصة طيبة للتوافق بين اللبنانيين بعيدا عن التدخل الاجنبي وبما يحفظ مصلحة لبنان وعلاقاته العربية.
وتناول وزير الخارجية السوري ما جاء في كلمة الرئيس الاميركي من تدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان ونشر الديموقراطية متسائلا عن التباين بين القول والفعل على ارض الواقع في فلسطين والعراق ولبنان وأماكن اخرى في العالم، مشيرا الى الممارسات اللاانسانية فى سجون غوانتانامو وابو غريب والتغاضى عن عدوان اسرائيل على لبنان في العام الماضي وما تقوم به اسرائيل في فلسطين والجولان واستتبع بالقول: عن أى حقوق انسان يتحدثون؟
واختتم وزير الخارجية كلمته بالقول ان عالم اليوم يحتاج الى الالتزام بمبادىء ومقاصد الامم المتحدة بعيدا عن ازدواجية المعايير وسعي البعض الى فرض الهيمنة، ودعا الى تعزيز الحوار بين الاديان والحضارات والسعي الحثيث لايجاد حلول سياسية للمشاكل القائمة على الساحة الدولية.
الصفحة في ملف ( pdf )