دعا د.احمد الطيب شيخ الازهر الحكام والقادة الى تحكيم العقل وعدم التمسك بالمصالح الضيقة الزائلة، مضيفا انه لو وصل الامر الى مرحلة يتحتم فيها الاختيار بين الحفاظ على الدماء والحفاظ على السلطان فعليهم ان يحفظوا الدماء ويحقنوها لأن الدماء لا تعوض والسلطان زائل.
واضاف شيخ الازهر موجها كلامه الى قادة الامة حكاما وعلماء وعقلاء «اوقفوا هذه المذابح البشرية الآن وفورا، واحقنوا دماء الشعب الاعزل، واستجيبوا لمطالبه المشروعة ولحقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم، ولا تقتلوهم من اجل المطالبة بحقوقهم، فمن قتل دون حقه فهو شهيد كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم».
واشار د.الطيب الى ان الازهر الشريف يتابع بقلق بالغ وحزن عميق الاحداث الحالية التي تحدث على ارض ليبيا الشقيقة وتقع بين اخوة اشقاء، مؤكدا ان الازهر الشريف يعرب عن امله واسفه ويناشد الجميع ضبط النفس وكظم الغيظ، مؤكدا انه على الجميع ان يعلم علم اليقين ان اراقة الدماء البريئة التي تسيل رخيصة الآن على ارض ليبيا واليمن وغيرهما، لا تصب الا في مصلحة اعداء الامة العربية والذين يتربصون بهذا الوطن الكبير ويكيدون له من اجل تنفيذ مخططهم الاستعماري الجديد.
وختم حديثه بقوله: ايها المسلمون، اذكروا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، اذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
«الأهرام» تطالب بجدول زمني لإزاحة الوجوه القديمة
من جهتها قالت صحيفة «الاهرام» إنه لم يعد سرا لمن يملك البصيرة والقدر الكافي من الحس السياسي أن «المعالجات الأمنية» لم تتمكن من حفظ الاستقرار، كما أن السياسات المتخلفة التي تنتمي إلى القرون الوسطى الخاصة بتشكيل «تنظيمات موالية» تحصد كل شيء، وغالبية مهانة لا تحصل إلا على الفتات، سقطت أيضا.
وأضافت «الأهرام» ـ في افتتاحية عددها الصادر امس تحت عنوان «إنها فجوات الدخول» ـ «لابد أن يدرك الجميع، نخبة سياسية والرأي العام، أن النظام قد سقط وأن رؤيته التي لا تنتمي إلى الزمن قد سقطت والمطلوب الآن العودة إلى المعايير الطبيعية والخاصة بالكفاءة والمهنية والعدالة والأمل في المستقبل».
وأوضحت أن الفجوات الهائلة في الدخول سواء داخل المصالح والهيئات العامة أو حتى الشركات هي «القنبلة المتعددة التفجير» التي فجرت دولة الأمن وتدفع بمصر الآن إلى أقسى فترة من عدم الاستقرار في البلاد، ولم يعد من الممكن «تسكين الأمور» أو «إطلاق وعود» حتى تهدأ الناس وتعود الحياة إلى سابق عهدها بذات الوجوه القديمة و«الممارسات البالية» نفسها.
وأكدت «الأهرام» أن «بقايا النظام القديم» الذين يدافعون عن مواقعهم وامتيازاتهم يريدون «الانقلاب» على ما تحقق وتوريط المؤسسة العسكرية في ذات الأساليب الماكرة والملتوية التي أفسدت الحياة في مصر ولم تحافظ على الاستقرار، ولم تحفظ للنظام البائد شيئا.