واشنطن ـ أحمد عبدالله والوكالات
تعالت في أجهزة الإعلام الأميركية تساؤلات عن احتمالات انتشار الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بعد موجة الاحتجاجات الكبيرة التي تشهدها ولاية ويسكونسون والتي انتشرت الى ولايتي أوهايو وتنيسي. وبعد توقعات بخفوت الاحتجاجات خلال الاسبوع الماضي شهد أول أمس احدى أكبر المظاهرات التي تشهدها عاصمة الولاية مدينة ماديسون في تاريخها في اشارة الى صعوبة احتواء موجة الاحتجاجات التي بدأت منذ نحو الأسبوع.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت حين ألقى حاكم الولاية الجديد الجمهوري سكوت وواكر خطابا قال فيه انه يعتزم خفض مخصصات الرعاية الصحية لسكان الولاية، ومراجعة قيمة معاشات المتقاعدين، وانهاء حق اتحادات العاملين في القطاعات الحكومية الذين يبلغ عددهم نحو 300 ألف في التفاوض الجماعي. وفسر وواكر ذلك بقوله «ان ميزانية الولاية تعاني من عجز مزمن بلغ الآن 136 مليون دولار وسوف يتعين على الجميع التضحية لمواجهة ذلك العجز».
وأعقب خطاب وواكر اندلاع مظاهرات احتجاجية كبيرة تواصلت على مدى 6 أيام. وقال المحتجون: ان الحاكم الجمهوري يستخدم ذريعة العجز في الميزانية لتحطيم الاتحادات المهنية والعمالية. وأضاف: ان فرار 14 من أعضاء كونغرس الولاية من الديموقراطيين الى خارج ويسكونسون الخميس الماضي لتجنب التصويت على قرار الحاكم مناخا دراميا أدى الى تكثيف حجم المظاهرات التي شلت الحياة في مدينة ماديسون.
وانتشرت التظاهرات في ولايتي اوهايو وتنيسي للاسباب ذاتها لاسيما وان حاكمي الولايتين يعدان قوانين مشابهة لقوانين وواكر. وقال حاكم ولاية اوهايو الجمهوري جون كاسيش انه لن يتراجع ومن الضروري فصل العمال والموظفين المضربين من اعمالهم. بيد ان ذلك لم يوقف المحتجين.
وتقول اتحادات العمال والمهنيين في القطاعات الحكومية ان 48 ولاية مختلفة تعد قوانين مشابهة وانهم سيقاومون حرمانهم من حق التفاوض الجماعي باعتباره حقا مكتسبا منذ 50 عاما. ويخشى العاملون في القطاعات الخاصة من امتداد موجة حرمانهم من حقوقهم مما يخلق مناخا عاما مواتيا لتمرد اكبر حجم مما يحدث في الولايات الثلاث.
ويعتقد الجمهوريون ان هناك فرصة لإلغاء الاتحادات جملة وتفصيلا. ولكن أعضاء الاتحادات يقولون انهم لن يقدموا أي تنازلات في هذا الصدد. وفيما يخيم مناخ الأزمة الاقتصادية على الولايات المتحدة وتواصل ارقام البطالة تسجيل أرقام قياسية فإن أجهزة الاعلام الاميركية تحذر من انتشار موجة الاحتجاجات على نحو ينقل مشاهد مما يحدث في الشرق الأوسط الى قلب الولايات المتحدة.