- خبيران أميركيان: زلازل الشرق الأوسط الحالية ستؤثر على عملية السلام
واشنطن ـ احمد عبدالله والوكالات
تتردد في واشنطن الآن أسئلة متعددة حول جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط في ضوء التبدلات العميقة التي تشهدها المنطقة في المرحلة الحالية. ورغم ان موقف اسرائيل لايزال في مرحلة المتابعة والتقييم بيد ان الاميركيين يحاولون الآن استكشاف الانعكاسات المتوقعة لما يحدث مع إقرارهم بأن الوقت لايزال مبكرا وان الأحداث تتسابق في تجاوز دائم لكل التوقعات.
وفي محاولة للإجابة عن تلك الأسئلة اكتفى عضو فريق السلام السابق آهارون ديفيد ميللر بالقول ان الصفحة الراهنة من تاريخ المنطقة لم تنته كتابتها بعد واضاف «القانون العام الذي يوضح ان الشعوب ستكون لها حصة اكبر في عملية صياغة القرار يؤثر بدوره على أي تصور للسلام بين اسرائيل والدول العربية».
وتابع «على صعيد أحداث مصر فإنني لا اعتقد ان اتفاقية كامب ديفيد في خطر. ان اي وضع سياسي جديد يمكن ان يتبلور في مصر سيكون مشغولا لسنوات في مواجهة المشكلات الداخلية الكبيرة التي تسببت فيما حدث. واعتقد انه رغم ان المصريين لا يحبون اسرائيل شأنهم شأن الشعوب العربية على وجه العموم فانهم لا يريدون الدخول في حروب جديدة. ولذا فان كامب ديفيد ستظل موجودة لفترة طويلة مقبلة».
وردا على سؤال حول ما سيؤول اليه الموقف الشعبي الآن اذا كان في السابق يوصف بأنه سلام بارد قال ميللر «سيكون أكثر برودا. وقد تحدث توترات ومواجهات ديبلوماسية وسياسية. الا ان الاتفاقية ستظل قائمة لأسباب كثيرة».
وتابع «نظام الحكم الجديد في مصر سيكون أكثر حساسية لصوت الشعب وسيعني ذلك تقلص اي تعاون بين حكومتي مصر واسرائيل. اعتقد مثلا ان مصر لن تراقب الحدود مع غزة بنفس الحيوية السابقة. من الصعب تصور حكومة مصرية في هذا الوضع الجديد تتعاون مع اسرائيل دون ان تطلب منها تقديم تنازلات للفلسطينيين مقابل ذلك».
وقال مدير أبحاث الشرق الأوسط في معهد «نيو اميركا فاونديشن» دانييل ليفي ان الاسرائيليين يشعرون بحالة من الذهول تجاه ما يحدث وأضاف «هناك زلازل متتالية. ويأتي ذلك بداية من تغير الحكومة في لبنان الى الثورة في كل من مصر وتونس والآن في ليبيا. ويقول ويسأل الاسرائيليون بهلع عن حقيقة ما يحدث».
وتابع «أتفق مع من يقولون ان الموقف المصري سينحو الى التشدد من الآن فصاعدا. وقد مر الزمن الذي كانت واشنطن تغلق عينيها على عنف النظام في مصر مقابل تعاونه في القضايا الاقليمية خاصة عملية السلام. ويعني ذلك ان الولايات المتحدة خسرت حليفا مهما في تسهيل جهود التسوية».
واشار ليفي الى ان واشنطن ستواجه صعوبة شديدة في السير على نفس الدرب الذي كانت جهود السلام تمضي عليه واضاف «المزاج العام الآن هو الانتظار حتى تكتمل تلك التفاعلات الملتهبة. وفي كل الأحوال فان ما سيحدث أيا كان هو تضييق هامش الحركة أمام واشنطن»
وأضاف «النقلة الأساسية يمكن ان تأتي من اسرائيل إذا رأى الاسرائيليون ان عليهم الآن اجراء تحول في تعاملهم مع الفلسطينيين في ضوء ما يحدث. ورغم انني اشك في حدوث ذلك بسبب غباء المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية الحالية فإن الاسرائيليين سيراجعون في وقت قريب مقاربتهم لعملية السلام. وليس بوسعي في هذا الوقت المبكر ان اتوقع ما سيؤدي اليه ذلك ولكنني آمل ان تسارع اسرائيل بتوقيع اتفاق مع الفلسطينيين في ضوء التطورات الهائلة التي تتابع الآن أمام أعين العالم».