العقوبات تنهمر من كل صوب واستقالات الديبلوماسيين والمسؤولين تتوالى واجلاء الرعايا الاجانب متواصل، ومازال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي متشبثا بالسلطة. فيما يرى محللون ان ايامه في السلطة باتت معدودة ولم يعد يسيطر الا على الساحة الخضراء وقلعة باب العزيزية المدينة الكاملة المحصنة حتى ضد الاسلحة النووية ويمكنه الصمود فيها لسنة بحسب بعض المقربين ولا يمكن لأحد دخولها حتى الجيش حيث قال مقربون منه انه بات يشعر بتهديد على حياته حتى من المقربين منه، حيث قال رئيس جهاز المراسم الليبية العامة السابق نوري المسماري في مقابلة مع مجلة «فوكوس» الألمانية في عددها المقرر صدوره غدا إن القذافي ارتدى في خطابه التلفزيوني الأخير سترة واقية من الرصاص وخوذة واقية للرأس تحت قبعته. لكن مصادر المعارضة قالت ان هذا الظهور لم يكن بثا حيا على الهواء وانه سجل يوم ظهر القذافي بالمظلة البيضاء كونه كان يرتدي الملابس نفسها.
وذكر المسماري أنه يبدو أن القذافي لا يشعر بالأمان أمام حاشيته وفريق التلفزيون الرسمي.من ناحية أخرى حذر المسماري من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات القذافي، مضيفا أن هناك مذابح تحدث في ليبيا في كل يوم وكل لحظة.واضاف المسماري أن القذافي لا يعرف شيئا سوى العنف عندما يتم تضييق الخناق عليه.
ولا يستبعد المسماري على ما يبدو استخدام القذافي أسلحة كيميائية في التصدي للمظاهرات الشعبية في بلاده.
ومازالت المواجهات مستمرة بين مرتزقة العقيد والمحتجين المطالبين بإسقاطه. ولم يضعف تصميم معارضيه على الاطاحة به في الوقت الذي لايزال فيه يسيطر على بعض أجزاء العاصمة طرابلس.
وفي اليوم الحادي عشر للتمرد على النظام سيطرت فيه المعارضة المسلحة على المنطقة الشرقية حيث توجد مواقع نفطية، وبدأت تقيم إدارة جديدة، وسمع الليلة قبل الماضية مجددا اطلاق نار في بعض احياء طرابلس.
وقال احد السكان في اتصال هاتفي معه صباح أمس «قطع التيار الكهربائي ولم يستأنف من حينها» مضيفا «اصبنا بالرعب وظننا انهم يعدون لهجوم».
لكن في احياء اخرى من العاصمة لم تنقطع الكهرباء وساد الهدوء، على ما افاد مراسل فرانس برس. واغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة ابوابها او اجلت موظفيها. وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين (مقابل 1، 3 قبل عشرة ايام). وذلك وسط معلومات عن أن كتائب القذافي تسرق الجثث من المستشفيات وتخبئها داخل منازل المواطنين وتجبرهم على استضافة الجرحى وذلك بعد أن قررت الحكومة السماح لوسائل الاعلام الغربية بدخول ليبيا للاطلاع على ما وصفته بكذب وسائل الاعلام العربية بحسب المعارضة.
وعلى بعد الف كلم الى الشرق تواصل المعارضة تنظيم صفوفها وتحلم بتحرير طرابلس.
وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم «تحالف ثورة 17 فبراير» لوكالة فرانس برس «نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر ان تحسم طرابلس الامر مع نظام القذافي وابنائه ثم سنبدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية».
واضاف «هناك متطوعون يقصدون يوميا طرابلس» للقتال، مشيرا الى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم الى القوى المعارضة للنظام.
على صعيد ردود الفعل الدولية، طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس جميع المسؤولين الليبيين والجيش الليبي بعدم إطاعة القذافي.
وأصدر الأزهر بيانا شديد اللهجة ضد ممارسات العقيد بحق الشعب الليبي مؤكدا أن حكمه «أصبح الآن في حكم الغاصب المعتدي المتسلط على الناس ظلما وعدوانا» داعيا جميع المسؤولين الليبيين وضباط الجيش الليبي وجنوده الى أن يرفضوا إطاعة النظام في إراقة دماء الشعب الليبي واستحلال حرماته وإلا أصبحوا شركاء له في الجرم.
وناشد شيخ الأزهر في بيان نقله موقع صحيفة «اليوم السابع» المجتمع الغربي «من واقع مسؤوليته الأخلاقية أن يكون اهتمامه بالدماء التي تسيل من الشعوب المطالبة بحقها في الحرية أكثر حرمة من اهتمامه بحقول البترول وكيفية تأمين إمداداتها».
التدخل العسكري
من جهة أخرى، حث ساسة أميركيون على دعوة حلف شمال الأطلسي لإرسال قوات جوية وبحرية إلى ليبيا بأسرع وقت ممكن لوقف الأحداث الدامية التي يشهدها هذا البلد.
ووجهت مجموعة من خبراء جمهوريين في السياسة الخارجية بينهم مساعد وزير الدفاع السابق بول وولفوفيتز ومستشار السياسة الخارجية إليوت أبرامزظ رسالة مفتوحة للرئيس الأميركي باراك أوباما حذروا فيها من عدم التحرك في ليبيا لأن ذلك سيضع التزامات الأوروبيين والأميركيين بحقوق الإنسان موضع شك.
وقالت المجموعة في رسالة التي نشرت في مجلة فورين بوليسي ان «الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لديهم مصلحة أخلاقية في وقف العنف وإنهاء النظام الليبي المجرم». وأضافت «لا وقت للتأخير والتردد».
بدوره، أعلن نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، كريستوف شتيجمانس، أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اتفقا خلال مكالمة هاتفية أمس على تعزيز التعاون بينهما في إجلاء رعاياهما من ليبيا.
واتفق الزعيمان على ضرورة أن يقرر مجلس الأمن عقوبات قاسية ضد النظام الحاكم في طرابلس في أسرع وقت ممكن.
وأكد الزعيمان حتمية إنهاء السياسة التي تنطوي علي ازدراء الإنسانية التي يتبعها الزعيم الليبي معمر القذافي.
العزلة
كذلك، كتبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في مقال نشر أمس ان الاتحاد الاوروبي الذي يستعد لاعلان عقوبات على الحكومة الليبية يجب ان يعيد الزعيم الليبي معمر القذافي الى «العزلة».
وكتبت اشتون في مقال للرأي بصحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون «سلوكه الشائن في الايام القليلة الماضية يتطلب ان نعيده الى العزلة».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الايطالي إنياتسيو لاروسا أمس التعليق العملي لمعاهدة الصداقة الإيطالية ـ الليبية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن لا روسا قوله في تصريحات للصحافيين في مدينة ليفورنو ان المعاهدة «قد علقت عمليا».
في المقابل، اتهمت اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) في الجماهيرية الليبية وسائل الاعلام بأنها مازالت تنقل معلومات خاطئة عما يجري حاليا في ليبيا، استمرارا في حملتها التي ساهمت في تضخيم الأحداث بهدف توجيه مواقف دول العالم والمنظمات والتأثير على معنويات الشعب الليبي وزعزعة امنه واستقراره.
وأشارت الخارجية الليبية ـ في بيان اصدرته أمس ـ إلى أن ليبيا قامت من أجل تفنيد ذلك بفتح أبوابها أمام مراسلي والصحافة العربية والأجنبية، معربة عن استغرابها لاستمرار هذه الحملة المشبوهة وامتناع وسائل الإعلام عن إظهار حقيقة ما يدور في ليبيا حاليا من أحداث.
وأكد البيان أن ما يجري في ليبيا يختلف كلية عما يسمعه العالم عبر وسائل الإعلام، موضحا أن الحقيقة هي أن المعركة بين خلايا نائمة تتبع تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن وقد صدرت لها الأوامر لمهاجمة معسكرات القوات المسلحة ومراكز الامن العام من أجل الحصول على السلاح لنشر الفوضى وترويع المواطنين.
وأوضح أن المظاهرات التي حدثت مؤخرا في ليبيا ليست سلمية على الاطلاق وباستثناء الأماكن المسيطر عليها من قبل الارهابيين، مشيرا إلى أن المظاهرات السلمية التي جرت هي مظاهرات تأييد واستنكار للارهاب الذي تشنه عناصر القاعدة وتسبب في ضحايا من عناصر الامن والجيش وكذلك من الارهابيين الذين يهاجمون مراكز الأمن والقوات المسلحة.
واقرأ ايضاً:
الثورات العربية الحالية تؤذن لحقبة ثالثة رئيسية منذ نهاية العثمانيين
صحيفة تنسب "العقيد" لأصول يهودية.. والقوانين الإسرائيلية لا تمانع بهجرته إليها!.. وكاتب سعودي: اشهدوا أني بريء من ابن العم معمر القذافي إلى يوم القيامة
أي السيناريوهات ستسلكها ليبيا؟
القذافي خارج نطاق مملكة البترول في ليبيا.. وأوباما يجمد أرصدته وأربعة من أبنائه.. وخبير ألماني: تنفيذ خطوة مماثلة في أوروبا صعب
فتاوى تحرم الاحتجاج والخروج على القذافي باعتباره ولي الأمر في ليبيا!
سيف الإسلام يرسم صورة هادئة لطرابلس.. والعودة يؤكد: اعترف لي بخطأ التعامل مع الشعب
تشافيز لا يدعم كل قرارات القذافي وبرلسكوني يعلن فقدانه السيطرة على الوضع
طائرة كويتية محملة بـ 10 أطنان من المواد الطبية لإغاثة الليبيين.. والمطير يدعو سفير ليبيا بالكويت للانضمام إلى الثورة الليبية
لا أحد في لندن يرغب في شراء أو استئجار فيلا نجل الزعيم الفارهة
الولد اللي بيجيب الشاي لمعمر!