فاز الرئيس الباكستاني برويز مشرف في الانتخابات الرئاسية التي جرت امس في البرلمان الفيدرالي والبرلمانات الاقليمية. واعلن مسؤولون باللجنة الانتخابية ان الرئيس مشرف حصل على معظم الاصوات في انتخابات الرئاسة التي جرت امس، رغم الحظر الذي فرضته المحكمة على اعلان النتائج النهائية قبل البت في طعون المعارضة بأهليته للرئاسة. واوضح مفوض اللجنة الانتخابية قاضي محمد فاروق للجمعية الوطنية ان مشرف حصل في البرلمان بمجلسيه على 252 صوتا من 257 صوتا.
وحصل أقرب منافسيه وجيه الدين أحمد على صوتين في حين رفضت ثلاثة أصوات.
وتابع المسؤولون أن مشرف حصل أيضا على معظم الاصوات في ثلاثة من المجالس الاقليمية الاربعة التي جرت بها الانتخابات. ويتحتم على مشرف انتظار تأكيد المحكمة العليا شرعية ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة قبل اعلان فوزه.
وكان الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف تعهد بعدم السماح للقوات الأميركية بضرب أي «أهداف إرهابية» داخل باكستان. وقال مشرف في مقابلة مع محطة تلفزيون «جو» الباكستانية الخاصة امس «لن نسمح للقوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، بتنفيذ عمليات عسكرية على الجانب الباكستاني».
وأشار إلى أن التجربة علمته أن التوصيات التي يعطيها المسؤولون الأميركيون ليست ذات نفع لباكستان طوال الوقت، لكنه عاد وشدد على أن واشنطن لعبت الدور الأخطر في ترتيب محادثات اقتسام السلطة بينه وبين زعيمة حزب الشعب الليبرالى ورئيسة الوزارء السابقة بنظير بوتو.
بوتو تسمح
جاءت تصريحات مشرف بعد أن أعلنت بوتو التي أبرمت معه اتفاقا لتقاسم السلطة، أنها قد تسمح لواشنطن بتوجيه ضربة لزعيم القاعدة أسامة بن لادن داخل الأراضي الباكستانية، وقالت إنها تتمنى أن تكون قادرة على تصفية بن لادن بنفسها وبالقوات الباكستانية من دون الاعتماد على الأميركيين، لكن إذا لم تستطع القيام بالمهمة فستستعين بالاميركيين لذلك. وردا على ذلك تعهدت الميليشيات الطالبانية الباكستانية بتنفيذ عمليات انتحارية ضد بنظير بوتو لدى عودتها إلى باكستان والمقررة يوم 18 الجاري.
الى ذلك و فيما يتوقع فوز الرئيس الباكستاني برويز مشرف، صوت اعضاء البرلمان والمجالس الاقليمية الاربعة امس في الانتخابات الرئاسية التي تجري بالاقتراع غير المباشر.
تأجيل النتائج
غير ان النتائج لن تعلن قبل 11 يوما على الأقل بعد قرار المحكمة العليا منع اصدارها قبل ان تبت المحكمة بطعون تقدمت بها المعارضة حول صحة ترشيح مشرف. ولن تدرس المحكمة هذه الطعون الا اعتبارا من 17 الجاري. وقال رئيس اللجنة الانتخابية قاضي محمد فاروق لأعضاء مجلسي البرلمان في اسلام آباد «فليبدأ التصويت».
ويعتبر فوز الجنرال مشرف الذي وصل الى الحكم قبل ثمانية اعوام بفضل انقلاب سلمي، شبه مضمون لأنه يتمتع بتأييد واسع جدا في مجلسي البرلمان والمجالس التمثيلية الاقليمية.
وقال مساعد وزير الاعلام طارق عظيم «سنفوز بالانتخابات لا شك في ذلك».
واضاف «سيكون ذلك جيدا للبلاد وسنكون قد سلكنا طريق مرحلة انتقالية هادئة نحو نظام ديموقراطي بالكامل».
مواجهات
في غضون ذلك تواجه نحو 300 محام مناهض لمشرف صباح امس مع الشرطة في بيشاور هاتفين «مشرف ارحل» وقاموا برمي الحجارة وبمحاولة احراق سيارة للشرطة، على ما افاد شهود.
والرهان الأهم في باكستان ليس الاقتراع الرئاسي بل الانتخابات التشريعية المقررة مطلع العام 2008 بالاقتراع العام المباشر. ومعسكر مشرف لا يضمن فوزه بالغالبية الضرورية للحكم في هذه الانتخابات.
في هذه الأثناء قالت مصادر برلمانية باكستانية إن ممثلي حزب الشعب في البرلمان الباكستاني انسحبوا إلى خارج قاعة البرلمان خلال عملية الاقتراع البرلمانية في البرلمانات الاقليمية والبرلمان الاتحادي.
وأشارت المصادر إلى انه لم يبق في قاعة التصويت أي عضو ينتمي الى المعارضة الباكستانية بكافة فصائلها وأطيافها.
وعلى الرغم من المعارضة القوية والمحاذير الدستورية، إلا أن الرئيس مشرف أصر على ضرورة أن يترشح أمام هذه البرلمانات التي يتمتع بأغلبية كبيرة فيها، باستثناء البرلمان الاقليمي في إقليم سرحد الشمالي الغربي، والبرلمان الاقليمي في اقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.
الصفحة في ملف ( pdf )