أعلن رئيس الوزراء التونسي المؤقت محمد الغنوشي استقالته من منصبه واتهم ما وصفها بقوى خفية «بالسعي إلى إفشال الثورة» التي حققتها تونس منذ 14 يناير الماضي. وقال الغنوشي خلال مؤتمر صحافي امس إنه أتخذ قرار الاستقالة من منصبه بعد تفكير عميق وبالتشاور مع أفراد عائلته لذلك فإنه يعلن هذه الاستقالة وهو مرتاح الضمير لأنه «ليس مستعدا ليكون شخصا يتخذ قرارات أو إجراءات تتسبب في سقوط ضحايا». وشهدت تونس خلال الأيام الثلاثة الماضية أعمال عنف وصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن نتج عنها سقوط 5 قتلى والعديد من الجرحى إلى جانب حرق وتخريب العديد من المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة. وتابع قائلا «استقالتي ليست هروبا من المسؤولية بل لأفسح المجال لغيري ربما يستطيع توفير أفضل الشروط لإنجاح الثورة وتحقيق أهدافها. وتساءل الغنوشي «لماذا كل هذا التركيز على الحكومة المؤقتة التي يرأسها ولماذا هذا التحامل عليها ولماذا تحولت مسألة إسقاط حكومته إلى هدف أساسي من أهداف الثورة». واتهم في هذا السياق البعض من وسائل الإعلام بالتركيز عليه وعلى حكومته بشكل غير مبرر متناسية بذلك مصلحة البلاد واعتبر أن استقالته هي «في خدمة الثورة وتونس ومستقبلها». وأعرب في المقابل عن أمله في أن تساعد استقالته من رئاسة الوزراء في توفير مناخ جديد في البلاد ودعا ما وصفها بالغالبية الصامتة إلى التحرك كي لا تفرض الأقلية موقفها. من جهة أخرى اتهم محمد الغنوشي الذي يرأس الحكومة التونسية المؤقتة منذ فرار الرئيس المخلوع بن علي في الرابع عشر من الشهر الماضي ما وصفها بـ «قوى خفية» بالسعي إلى إفشال الثورة التي حققتها بلاده من دون أن يحدد أسماء أو ماهية هذه القوى. وأشار إلى أنه على الرغم من الإرباك والتشتت استطاعت الحكومة المؤقتة التي كان يرأسها تحقيق العديد من مطالب المجموعة الوطنية منها إعلان العفو العام وتمكين كل القوى من الحصول على تراخيص لأحزابها. وأضاف أن ثورة تونس فتحت «صفحة جديدة في إطار المصالحة الوطنية في مناخ جديد من الحرية والديموقراطية في البلاد» وأن حكومته استطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة معالجة جملة من الإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد في هذا السياق أن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع سيعلن في نهاية الأسبوع الجاري «خارطة طريق بشأن الانتخابات المقبلة».
ولم تمض ساعات قليلة على استقالة الغنوشي حتى أعلن الرئيس الانتقالي فؤاد المبزع تعيين الوزير السابق الباجي قائد السبسي رئيسا جديدا للحكومة الانتقالية.
وفي وقت سابق من امس لجأت قوات الأمن التونسي إلى إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لليوم الثالث على التوالي لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة بوسط تونس العاصمة. وبدأت التظاهرة في حدود الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي عندما تجمع المئات من الشباب أمام وزارة الداخلية للمطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة. ورفع المتظاهرون شعارات منها «يا غنوشي يا عميل هز دبشك واستقيل» و«تونس حرة والغنوشي على برة» و«الشعب يريد إسقاط الحكومة» و«أوفياء أوفياء لدماء الشهداء» و«وزارة الداخلية وزارة إرهابية». الى ذلك، كشفت وزارة الداخلية التونسية في بيان أصدرته امس عن «فقدان أسلحة وذخيرة» خلال «أحداث نهب وحرق» طالت في المدة الأخيرة مراكز ومديريات تابعة لجهازي الأمن والحرس الوطنيين. ودعت الوزارة في البيان الذي بثته وكالة الأنباء التونسية «المواطنين الذين يعثرون على هذه الأسلحة إلى تسليمها إلى أقرب مركز أمن أو ثكنة عسكرية». وداهم مشاغبون خلال الأيام الثلاثة الأخيرة مراكز أمن وحرس في كل من تونس العاصمة ومدينة القصرين (شمال غرب) وأحرقوها. ويعتقد على نطاق واسع أن المشاغبين وأغلبهم من المراهقين مأجورون من حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
واقرأ ايضاً:
السلطان قابوس يزور صحار ويأمر بتوظيف 50 ألف عُماني
المنامة تؤكد استمرار الحوار مع جميع الأطياف واستقالة نواب «الوفاق» رسمياً من المجلس
وفاة نجم الدين أربكان رئيس أول حكومة تركية إسلامية
وزيرة الخارجية الفرنسية استقالت رغم تصريحها بعكس ذلك من الكويت وساركوزي يعين آلان جوبيه خلفاً لها
دمشق: ما يريده الغرب من العرب هو ثرواتهم ونفطهم بالتحديد
أمسية من الطرب الحلبي الأصيل في رام الله مهداة إلى بوعزيزي
المالكي يمهل وزراءه 100 يوم لتحسين أدائهم ويهددهم بالعزل
خاتمي يطلب الإفراج عن موسوي وكروبي
حركة حماس تزداد قوة دون أن تطلق رصاصة واحدة
«العدل والمساواة» تدخل مباشرة في مباحثات حول دارفور