قرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود امس التحفظ على جميع «الاموال السائلة والمنقولة والعقارية» للرئيس المصري السابق حسني مبارك وزوجته ونجليه وزوجتيهما وابنائهما القصر ومنعهم جميعا من مغادرة البلاد وشملت قرارات النائب العام التحفظ على جميع الأموال المنقولة والعقارية والنقدية والأسهم والسندات ومختلف الأوراق المالية في البنوك والشركات وغيرها المملوكة للرئيس السابق، حسني مبارك، وزوجته، سوزان صالح ثابت، ونجليه، علاء وجمال مبارك، وزوجتيهما، هايدي راسخ وخديجة الجمال، وأولادهما القصر، كذلك منعهم جميعا من مغادرة البلاد. واخطرت النيابة جميع البنوك والجهات المختصة في الدولة لتنفيذ تلك القرارات، كما أوضح المتحدث الرسمي أن النيابة العامة كانت تلقت بعض البلاغات، تضمنت تضخم ثروة الرئيس السابق وأسرته بطرق غير مشروعة في داخل البلاد.
وباشرت النيابة التحقيقات فور تلقيها هذه البلاغات، وذلك بسؤال مقدميها فيما تضمنته، حيث قدم البعض منهم في هذا المجال أوراقا تستلزم التحقيقات التأكد من صحتها بشأن تضخم هذه الثروة. وذكرت صحيفة الاهرام الحكومية في صدر صفحتها الاولى امس ان بلاغات قدمت للنائب العام تفيد «بوجود حسابات سرية لافراد من اسرة مبارك في البنوك المصرية».
واكدت الاهرام ان بلاغا جديدا تم تقديمه امس للنائب العام كشف عن جزء من الحسابات السرية الخاصة بنجلي الرئيس السابق محمد حسني مبارك جمال وعلاء وزوجته سوزان مبارك ووالدته، وكشف البلاغ عن أرقام حسابات عائلة الرئيس السابق بالبنك الأهلي فرع مصر الجديدة وتخطت قيمة أموال عائلة مبارك ملايين الدولارات وكشف عن مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت في أن التبرعات الأجنبية التي كانت تقدم لحساب مكتبة الإسكندرية كانت تحول على حساب باسم والدة الرئيس السابق وكانت زوجته سوزان مبارك تمتلك توكيلا بالتصرف في أرصدة الحساب، والبلاغ يحمل رقم 55 27 تقدم به الكاتب الصحافي مصطفى بكرى وطالب فيه بالتحفظ على الحسابات السرية لأسرة الرئيس السابق التي نتجت عن عمليات السمسرة والابتزاز.
واشار البلاغ إلى وجود حساب سرى لنجل الرئيس الأكبر علاء محمد حسنى السيد مبارك بالبنك الأهلي فرع مصر الجديدة قيمته تتعدى 100 مليون جنيه ويمتلك السيد علاء مبارك عشرة حسابات بالبنك بالجنيه المصري والدولار واليورو من بينها: حساب رقم 50010813073 وبه 70 مليون جنيه وحساب رقم 5000113070 وبه 10 ملايين جنيه وحساب رقم 50000503072 وبه 10 ملايين جنيه وحسابات أخرى باليورو والدولار. واشار البلاغ الى حسابات جمال محمد حسنى مبارك بنفس البنك ومنها حساب رقم 1000821113 وبه 45.736 مليون جنيه و41.856.67 مليون جنيه على حساب رقم 50001821119و 10.496.786 مليون جنيه على حساب رقم 5000082111 وحساباته بالدولار تزيد على نصف مليون دولار.
واشار البلاغ الى حسابات السيدة سوزان ثابت «حرم رئيس الجمهورية السابق» وهي كالآتي 2.559.26 مليون دولار على حساب رقم 50002658814 و284.777 دولار على حساب رقم 100234917 و175.000 دولار على حساب رقم 50000058812 و2954.42 دولار على حساب رقم 1102349178 و297675 دولار وغيرها.
أما حساب مكتبة الإسكندرية وهو حساب باسم والدة الرئيس السابق وبتوكيل السيدة حرمه للتصرف في أمواله فهي على النحو التالي: 92.960مليون دولار.44.864 مليون دولار. 5.452ملايين دولار.
الى ذلك طلب «ائتلاف شباب الثورة» الذي يضم ممثلين عن الحركات الشبابية التي اطلقت شرارة الانتفاضة المصرية من المجلس الاعلى للقوات المسلحة يحدد جدولا زمنيا لتنفيذ مطالبه الرئيسية. وقال الائتلاف في بيان نشره امس على صفحته على شبكة فيس بوك ان «مجموعة من شباب الائتلاف» التقت امس الاول المجلس الاعلى للقوات المسلحة وانه «بناء على هذا اللقاء فإننا نرجو ان يرد علينا المجلس خلال يومين بتحديد جدول زمني لتنفيذ ثلاثة مطالب» رئيسية.
واضاف البيان ان المطالب هي «اقالة حكومة الفريق احمد شفيق وتشكيل حكومة تكنوقراط من غير الحزبيين تترأسها شخصية وطنية متوافق عليها في غضون شهر من الآن» و«الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين في مدى زمني اقصاه شهر» و«تقديم المسؤولين الحقيقيين عن مقتل الشهداء (الذين سقطوا ابان الانتفاضة) وعن اصدار الاوامر باطلاق النار الى محاكمة عادلة في غضون شهر على الاكثر».
وقال ائتلاف الشباب انه «في حالة عدم تحديد جدول زمني للاستجابة لهذه المطالب فسوف يتوقف الائتلاف عن التفاوض ويعمل مع جموع ثوار مصر على الضغط من أجل تحقيقها كي يثبت أن هذه هي مطالب جموع المصريين الذين اعتصموا في التحرير وسائر مدن مصر ولم يرحلوا الا عندما اعتقدوا أنها قيد التحقق».
أسرار من مكتب الرئيس السابق
قبيل سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك انتشرت العديد من الأقاويل حول نفوذ عدد من رجال السلطة الملتفين حول الرئيس، البعض صدقها، والبعض الآخر لم يصدقها ليس لكونه كذبها ولكن لأنها جاءت بقدرات خارقة للعادة يصعب تصديقها، والآن وبعد ثورة 25 يناير ورحيل هذا النظام خرجت الأسرار من أروقته وبدأت تنكشف للجميع عن طريق مصادر موثوق فيها «عملت في قلب هذا النظام» منهم محمود صبرة المدير العام المختص بمجال المعلومات بمكتب الرئيس السابق حسني مبارك الذي كشف عن أسرار وخبايا عدة بحكم عمله في هذا المنصب خلال لقاء معه في برنامج «الحياة اليوم» المذاع على فضائية «الحياة» وذكر صبرة خلال الحوار أن الرئيس مبارك كان لا يلتفت لآراء منتقديه مدللا بذلك على عدم التفات مبارك لاتهام الرئيس الليبي معمر القذافي له في فترة سابقة بتهريبه الحشيش إلى مصر وبرر محمود صبرة ذلك بتفهم الرئيس ومن حوله لعقلية القذافي.
نفوذ وسلطان زكريا عزمي
إلى جانب ذلك فقد كان زكريا عزمي يفرض ستارا حول الرئيس مبارك ويمنع الجميع من الاقتراب من الرئيس وبالتالي لن تصله أي معلومة في هذا الشأن، حتى إن قرار تعيين د. مصطفى الفقي خرج بنص تعيين الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات وعلى الرغم من ذلك منعه عزمي من استخدام هذا اللقب. ونوه صبرة عن احتلال زكريا عزمي لمناصب عدة منها رئيس ديوان رئيس الجمهورية وعضو لمجلس الشعب مما يتناقض مع المبادئ الأساسية السياسية «التي تشير إلى ضرورة الفصل بين السلطات وفقا للدساتير التي تقر بالفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية» إلى جانب ذلك فإن عزمي كان «عين الرئيس داخل مجلس الشعب» كما احتل الأمين العام المساعد في الحزب الوطني للشؤون المالية والإدارية. رأى صبرة أن ذلك لا يلام عليه عزمي وإنما يقع اللوم على الرئيس الذي اختص فردا واحدا فقط في القيام بكل هذه المهام، وأضاف محمود صبرة أن عزمي كان قريبا من جمال مبارك نجل الرئيس وبدأ عزمي ضابطا في الحرس الجمهوري وعمل بسكرتارية المعلومات ثم الأمين العام المساعد وبسبب تقديمه لخدمات لنجلي الرئيس في دراستهم ورعايته لهم في فترة شبابهم استطاع التقرب من الرئيس.
الرئيس لا يهتم بمشاكل المجتمع المصري
وحول نقل المعلومات إلى الرئيس، أشار إلى واقعة اختطاف طائرة مصرية من جانب مواطن فلسطيني إلى مالطا ثم اتخذت إجراءات لتخليص الطائرة من مختطفها وقام صفوت الشريف وزير الإعلام في هذه الفترة بمحاولة نقل الخبر إلى الرئيس مبارك فيما بعد الاختطاف، مشيرا إلى ان القوات المصرية اقتحمت الطائرة بنجاح، بينما وجد صبرة ضرورة ذكر تفاصيل الواقعة بعد أن علم من وكالات الأنباء عن مقتل عدد كبير من مستقلي الطائرة أثناء هذا الاقتحام ويدلل صبرة بذلك على أن الرئيس لم تكن تصله المعلومات بشكل دقيق وربما لا يصله عدد كبير منها.
إلى جانب ذلك لم يعرض على الرئيس كافة الشكاوى التي ترسل إليه من جانب المواطنين، فالشكاوى ترد إلى قسم الشكاوى والمظالم في الرئاسة وتحول على رئاسة الوزراء، وتم ترك هذا الأمر بالكامل لزكريا عزمي وأوضح أن شكوى وردت للمكتب الذي يعمل فيه صبرة من أحد المواطنين تشير إلى اعتقال نجله الذي لا يعلم مكانه منذ اعتقاله، وأخذ المندوب الذي ينقل الشكاوى للرئيس هذه الشكوى عن طريق الخطأ بعدها تم التحقيق في كيفية وصول هذه الشكوى إلى الرئيس وتم اتخاذ قرار فوري بإقالة العقيد علام مدير المكتب، «وكأن الشكوى عبارة عن جاسوس على الرغم من أنها من أحد المواطنين الفقراء التي يجب الاهتمام بها» حتى ان احدى النشرات التي عرضت على الرئيس بلغت 5 صفحات فقام مبارك بإلقائها في وجه السكرتير الخاص له قائلا: «هوا أنا هقرأ كشكول».
وكشف صبرة أن سر تعيين حسين كامل بهاء الدين وزيرا للتعليم هو انه كان طبيبا لأبناء الرئيس مما أدى إلى تقربه منهم.
سبب إقالة الجنزوري
وتحدث صبرة عن وقائع عدة منها عدم قبول مبارك لأي رئيس وزراء لديه اعتزاز بنفسه مثل كمال الجنزوري على سبيل المثال «بسبب طلب الجنزوري تغيير وزيرين في حكومته».
وأكد محمود صبرة أنه منذ أواخر التسعينيات بدأت خطة واضحة تماما تهدف إلى توريث الحكم لجمال مبارك وكان أحد مقتضيات الخطة الاستغناء عن الحرس القديم والاستعانة بحرس جديد بدأت من مجلس الشعب، وبدأ جمال مبارك بالذهاب إلى الحزب ثم تولي لجنة السياسات وبعدها اختيار المرشحين في المجلس وبعدها ترشيحه للوزراء منهم الوزراء رجال الأعمال، خاصة أن لجنة السياسات هي التي ترشح وزراء الحزب للحكومة، وحاول الاقتراب من الشعب عن طريق جمعية جيل المستقبل.
واقرأ ايضاً:
أسرار تعيين ابنة غادة عبد الرازق في «مصر للطيران».. والصاوي يتبنى دعوة تأسيس حزب التحالف الشعبي
شباب «الإخوان» يحددون 17 مارس موعداً لـ «الثورة» على مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة
وزير الثقافة المصري الجديد لا يعرف من هو محمود درويش!
علا غانم تنفي إساءتها للثوار وترفض الاعتذار.. ودوللي شاهين تهديهم "أم الدنيا".. ومنة شلبي: لم أهرب من مصر
خالد يوسف يطالب بعلاج رجال الشرطة نفسياً!.. وشيرين: غنيت لمبارك بتكليف ولم أتقاض أجراً
«الداخلية» تنفي أنباء عن تقديم وجدي التحية العسكرية للعادلي في زنزانته
تمثال رمسيس الثاني بخير ولم يتعرض لأي تدمير