بعد رئيس الوزراء السابق محمد الغنوشي، أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد عفيف شلبي استقالته من الحكومة، وتبعه وزير التخطيط والتعاون محمد الجويني في وقت لاحق.
وفي نفس سياق الاضطربات في تونس علقت البورصة عملياتها بهدف حماية المدخرات.
في غضون ذلك، أثار تعيين الباجي قائد السبسي على رأس الحكومة الانتقالية انتقادات حادة بينما تواصل أمس الاعتصام الذي بدأ قبل 10 ايام للمطالبة برحيل سلفه محمد الغنوشي.
ولم يقنع رحيل الغنوشي الذي يطالب به متظاهرون منذ توليه مهامه في 17 يناير الماضي بعيد الإطاحة بالرئيس المخلوع، وبقي المحتجون معتصمين في ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة التونسية حتى تحقيق مطالبهم برحيل كل الرموز السابقة.
وقال النقابي محمد فاضل منسق الاعتصام «نحن مستمرون في اعتصامنا حتى تشكيل مجلس تأسيسي والاعتراف بمجلس حماية الثورة» المكون من أحزاب معارضة ومنظمات وجمعيات نقابية ومدنية.
ولا يبدو ان تولي رئيس وزراء جديد قد هدأ الوضع الذي لايزال متوترا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة بعد يومين من الصدامات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن خلفت 5 قتلى، بحسب حصيلة رسمية. وبدت حركة السير محدودة صباح أمس في الشارع الذي بقيت مقاهيه مغلقة.
وتم نشر تعزيزات عسكرية قرب مقر وزارة الداخلية الذي شكل ابرز المواقع التي استهدفتها الاحتجاجات في الأيام الاخيرة.
من جانبه قال علي رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) ان التعيين «السريع وبدون تشاور» للباجي قائد السبسي وهو وزير سابق في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة (1957-1987) ونائب سابق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011) «شكل مفاجأة».
واضاف القيادي في المركزية النقابية التي تتمتع بحضور وانتشار مؤثرين في تونس «كيف يمكن ضمان التوافق المطلوب لإخراج تونس من الوضع الصعب بينما لا يمنح الرئيس المؤقت نفسه ولو مهلة 24 ساعة لإجراء مشاورات لتعيين رئيس وزراء ايا كان؟».
في المقابل قالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي المشارك في حكومة الغنوشي ان تولي الباجي قائد السبسي منصب رئيس الوزراء «سيعطي نفسا جديدا للعملية التي ستؤدي الى انتخابات حرة وشرعية في تونس».
وكان نحو ألفي شخص تظاهروا مساء أمس الأول أمام منزل رئيس الوزراء المستقيل للتعبير عن دعمهم للغنوشي، بحسب مشاركين في التجمع. وكتبت صحيفة لابرس الحكومية أمس في افتتاحيتها ان الغنوشي من خلال استقالته «أنهى مسيرته بمبادرة حكيمة تشرفه، مقرا بأنه ليس الرجل المناسب للوضع الحالي في تونس».