عندما أفرج عن عطية المنصوري من سجن ليبي بعد 13 عاما من الاعتقال، أقسم انه لن تطأ قدمه مرة أخرى مبنى يديره أفراد من نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
المنصوري دخل مبنى محكمة بنغازي التي تخضــع الآن لسيطرة المتظاهريــــن وجال ببصره فيه، خالجه شعور بأنه قريب من رؤية حلمـــه في ليبيـــا الحرة يتحقـــق أمام عينيه، حيث وبعد 42 عاما من حكم القبضـــة الحديديــة لنظـــام القذافي، ها هو النظام يترنح وأصبح آيلا للسقـــوط، قال المنصــوري والدمـــوع تلمع في مقلتيـــه «لقد كنـــت بانتظــار هذه الأيام».
المنصوري في السادسة والستين اليوم، وقد عاد على عجل من الأردن قبل بضعة أيام، تاركا موعدا لإجراء عملية جراحية مصيرية لصحته، ولكنه فضل الانضمام الى الثورة في بنغازي، المدينة الشرقية التي كانت من أولى المدن التي وقعت بأيدي المحتجين المناهضين لنظام القذافي.
طيار شاب
الرجل كان طيارا مقاتلا في شبابه، ولكنه اليوم ليس لديه الكثير ليقدمه سوى النصح والإرشاد من بعيد، لقد سلم الراية الى شباب اليوم، ومن ضمنهم ابنه عصام (35 عاما) الذي كان في طليعة الثوار.
في الأيام الأولى من الاشتباكات، اشترى عصام مسدسا ثمنه 3500 دينار ليبي، وكتم الأمر عن والده لأنه كان يعرف أنه سيعارض ذلك.
لكن عصام يقول انه تمكن من قتل 4 من القوات الموالية للحكومة أو المرتزقة الأفريقية في المواجهات التي قتل فيها الكثير من المحتجين على بقاء نظام القذافي. يقول المنصوري «أنا فخور بابني، لكني خائف عليه.. هو كل ما لدي».
المنصوري غادر المنفى منذ سنين طويلة، ولم يتمكن من رؤية ابنه يكبر أمام عينيه كأي أب، كانت زوجته حاملا في شهرها الرابع عندما ألقي القبض عليه في عملية «تطهير» من المتآمرين المزعومين ضد القذافي عام 1975.
ليبيون يعانون من ارتفاع الأسعار والطوابير الطويلة
من جهة أخرى اججت الصفوف الطويلة أمام المخابز وارتفاع أسعار الارز والطحين الغضب الشعبي في العاصمة الليبية طرابلس مع اتساع نطاق الاحتجاجات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وعرقلت الاحتجاجات التي بدأت في شرق البلاد قبل ما يزيد على عشرة ايام وامتدت الآن الى اماكن اخرى الامدادات في الدولة الصحراوية الغنية بالنفط التي تعتمد على الواردات لتغطية الطلب المحلي من المواد الغذائية.
وفي طرابلس يقول سكان حي فشلوم الذين ينتمون للطبقة العاملة ان أسعار الطحين والخضراوات والوقود ارتفعت 20% على الاقل في الحي في الايام العشرة الماضية.
واصطف المواطنون في طوابير طويلة امام المخابز ويقتصر البيع للفرد على ما بين 5 و20 رغيفا حسب المنطقة.
وقال رجل من فشلوم ان الاسرة الكبيرة تستهلك نحو 40 رغيفا في المتوسط في اليوم الواحد.
وقال باسم وهو موظف في بنك «لا يوجد طعام كاف» وأضاف ان كثيرين من العاملين في القطاع العام لم يصرفوا راتب شهر فبراير وتابع «الشهر في نهايته ونقودي بدأت تنفد، لا اعرف ماذا سأفعل».
وتجمع الناس خارج بنوك الدولة التي بدأت تصرف منحا تقدر بنحو 400 دولار لكل اسرة في محاولة من حكومة القذافي لكسب دعم المواطنين.