القاهرة ـ هناء السيد والوكالات
قالت مصادر ديبلوماسية عربية تشارك في الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب في القاهرة انه تم الاتفاق على تأجيل القمة العربية من نهاية مارس الى اخر مايو بسبب «التطورات الحالية في عدد من الدول العربية» حيث كان من المقرر عقدها في 29 الجاري في بغداد.
وكان الامين العام للجامعة العربية اعلن في افتتاح اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية أمس ان «هذا هو الاجتماع الوزاري الاخير للامين العام الحالي (للجامعة العربية)»، في اشارة الى انه سيترك منصبه بعد هذا الاجتماع.
وكان موسى اعلن انه سيترك موقعه كأمين عام للجامعة العربية في نهاية ولايته الحالية في مايو المقبل.
وأعلن موسى انه ينوي ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المصرية التي لم يتحدد موعدها بعد. نافيا موالاته لنظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، ومؤكدا ان كلمة «محسوب على النظام السابق غير دقيقة، ولاشك انني كنت من اهل الخبرة العاملين في الحكومة المصرية».
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان ما نعيشه هو حركة تاريخية غير مسبوقة، ولكنها أصبحت حقيقة واقعة، فالأمة ترفض أن تبقى رهنا لأوامر وتعليمات، وأنها قررت أن تأخذ أمورها بأيديها في إطار نظام الديموقراطية، وترفض الدكتاتورية أو فرض لأشخاص بعينهم.
وأعرب موسى عن تأييده مقترحات الرئاسة العمانية لمجلس وزراء الخارجية العرب التي دعت إلى العمل على صياغة شكل جديد للعمل العربي المشترك يحقق النهضة ويتواكب مع الثورة الجارية.
وأكد ضرورة استمرار الدور الرئيسي بالجامعة العربية في الحياة العربية، فهي مؤسسة هامة ومطلوب منها الكثير في السنوات القادمة.
وقال «لقد تطورت الجامعة العربية بالفعل، وأصبح لها كلمة مسموعة في المستويات الدولية والإقليمية، وأنشأت عددا من المنتديات مع عدد من الدول الفاعلة، وبلورت موقفا فاعلا للتعامل مع المشكلات الأمنية الخطيرة».
وأشار إلى أن الجامعة العربية طرحت المبادرة العربية التي صدرت عام 2002، وكان وراءها عمل ديبلوماسي تشاور فيه الجميع وعملوا على أن تخرج باسم الجامعة العربية وباسم العرب.
وقال إن الجامعة العربية تحركت نحو مواجهة كل مناورات السياسة الدولية التي أرادت بفلسطين سوءا، أو الالتفات على العمل العربي المشترك، وممارسة الضغوط عليه.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالعراق كان الاجتماع الأول والوحيد الذي عقدته كل طوائف الشعب العراقي هو الاجتماع الذي عقد في الجامعة العربية وكدنا أن نصل إلى تسوية عربية لحل النزاع، إلا أن المبادئ التي أرستها هذه الاجتماعات العربية مازالت موجودة ومازالت هي الشرط الأساسي لتقدم العراق.
من جانبه، حذر وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي من «التدخلات الخارجية» التي قد تسعى لتغيير مسار الانتفاصات الشعبية في الدول العربية التي وصفها بـ «زلزال بشري مجيد».
وقال بن علوي ان «امتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة وتعيش احداثا ضخمة لم يسبق لها مثيل في تاريخها الحديث» مشيرا ان «هذه الاحداث التي تعتبر زلزالا بشريا مجيدا ستقود الى ميلاد نهضة عربية جديدة تقوم على اكتاف الجيل الجديد».
ودعا بن علوي مجلس الجامعة العربية الى ان «يبدأ بفكر جديد يتناغم مع مسيرة النهضة» مقترحا ان تقتصر اعمال الدورة الحالية لاجتماعات وزراء الخارجية العرب على «مناقشة بند واحد وهو صياغة افاق العمل العربي المشترك لمواكبة النهضة».
وشدد الوزير العماني، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على انه «لا ينبغي التغاضي عن اي تدخلات خارجية لتغيير مسار هذه النهضة او التأثير فيها واخراجها عن الاهداف التي يبتغيها الشباب العربي».
هذا وترأس وفد الكويت مدير ادارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السفير جمال الغانم المشارك في اجتماعات الدورة 135 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، كما ضم الوفد مندوبنا الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الغنيم والمستشار احمد البكر ونواف العنزي وبدأت اعمال الدورة برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي خلفا لنظيره العراقي هوشيار زيباري، وشارك في الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العربي او من ينوب عنهم بالاضافة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من وزيري خارجية العراق وسلطنة عمان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وتناولت مناقشات الوزراء عددا محدودا من القضايا الرئيسية التي رفعها لهم المندوبون الدائمون بعد يومين من المناقشات.