هدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس بتوجيه «صفعة قوية» لأميركا إذا ما عملت على زعزعة الوضع في بلاده، ونسبت وكالة «مهر» شبه الرسمية إلى لاريجاني قوله ان الشعب الإيراني «سيوجه صفعة قوية لأميركا ردا على حماقاتها ولن يسمح لها بزعزعة الوضع في البلاد».
وتطرق المسؤول الإيراني إلى التطورات الجارية في المنطقة وقال «ان هذه الأحداث تمثل تأثيرات الشعب الإيراني على الأمة الإسلامية»، وأضاف قائلا ان «المسلمين لن يقبلوا أبدا بأن يكونوا تابعين للآخرين»، وتساءل «يوجد مليار مسلم في العالم لماذا يجب ان يكون بعضهم خاضعا لأميركا».
وأشار لاريجاني الى «محاولات أميركا انتهاز الفرص والاستفادة من التطورات في ليبيا والتدخل العسكري في هذا البلد»، وقال «الشعب الليبي أعلن رفضه لسلطة الديكتاتور ولذل أميركا وقدم في هذا الطريق خلال عدة أيام أكثر من ألف شهيد». تصريحات لاريجاني جاءت ردا على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اتهمت إيران بالسعي بشكل مباشر أو عبر وسطاء للاتصال مع المعارضة في مصر والبحرين واليمن في محاولة للتأثير.
وهذه هي المرة الأولى التي تتناول فيها كلينتون بالتفصيل الجهود المفترضة التي تبذلها إيران للتدخل في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ ثلاثة أشهر في الدول العربية، وصرحت كلينتون أمام لجنة النفقات الفيدرالية في مجلس الشيوخ «انهم يبذلون كل ما بوسعهم للتأثير على نتائج الأحداث هناك».
وأضافت «انهم يستخدمون حزب الله للاتصال بحلفاء في حركة حماس الذين يتصلون بدورهم مع حلفاء في مصر»، وأضافت «نعلم انهم يتصلون بالمعارضة في البحرين وانهم ضالعون جدا في حركات المعارضة في اليمن»، وقالت أيضا «اكان مباشرة او عبر وسطاء، فانهم يسعون بدون كلل الى التأثير على الأحداث، لديهم سياسة خارجية ناشطة جدا»، وأضافت ان الولايات المتحدة وفي محاولة للتصدي للتحركات الإيرانية، تقوم باتصالات ديبلوماسية وغيرها مع مجموعات معارضة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأشارت الى ان المهمة في غاية الدقة.
وتابعت كلينتون «غالبية الناس يريدون ان نساعدهم لكن من دون ان نلعب دورا رئيسيا وعليه فالتحدي يقوم على الطريقة التي نقدم بها المساعدة التي يطلبونها دون ان نبدو بمظهر الذي يريد التحكم بثورتهم»، وشددت على ان الإيرانيين «ليس لهم الكثير من الأصدقاء ولكنهم يحاولون التقرب من أصدقاء جدد».
واشارت كلينتون الى ان إيران الشيعية تحاول زيادة نفوذها رغم انها ليست الحليف الطبيعي للإخوان المسلمين، الجماعة السنية في مصر، في سياق آخر، اعترف المدعي العام الإيراني محسني ايجئي أمس الأول الأربعاء بفرض قيود على الاتصالات الخاصة بقادة المعارضة ووصفهم «برؤوس الفتنة».
ووفقا لما ذكرته وكالة انباء مهر الإيرانية فقد فند المدعي العام للبلاد محسني ايجئي المزاعم التي رددتها وسائل الإعلام الأجنبية حول «اعتقال رؤوس الفتنة ونقلهم الى سجن حشمتيه».
ودأبت السلطات الإيرانية على إطلاق وصف «زعماء التحريض» على المرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة وزعيمي المعارضة وهما مهدي كروبي وحسين موسوي.
وفي تصريحات للصحافيين على هامش ملتقى رؤساء الادعاء العام والثورة في انحاء إيران ـ قال ايجئي: «ان رؤوس الفتنة موجودون في منازلهم إلا ان قيودا وضعت على اتصالاتهم».
وحول أوضاع العاصمة الإيرانية طهران يوم الثلاثاء الماضي، قال ايجئي: «ان اعداءنا والصهاينة وأميركا بذلوا قصارى جهودهم في هذه الأيام لإعداد فيلم حول عمل صغير ليدعوا انه توجد تظاهرات في إيران وان الشعب مستاء، وبالرغم من هذه الضجة والدعايات، فان الشعب يعرف هذه الأكاذيب وأحد مؤشرات إطلاقهم الأكاذيب هو إصابتهم باليأس».