وقف وزراء عرب دقيقة صمتا على روح المحتجين الذين قتلوا بينما كانوا يتظاهرون ضد الحكومات في أنحاء المنطقة وذلك خلال اجتماع أمس الأول الذي ضخ حياة جديدة في الجامعة العربية التي تحتضر.
وقال الأمين العام للجامعة عمر موسى للمسؤولين الذين يمثلون بعض الحكام الذين خرج المحتجون إلى الشوارع للشكوى منهم «هذا الاجتماع هو الأول في العصر الجديد، عصر الثورة التي يتوجب علي بقدر ما اترحم على شهدائنا في تونس ومصر وليبيا وغيرها ان احيي ثورة تونس واحيي ثورة مصر واحيي كل ثورة تتطلع الى الحرية والى السلام».
وأضاف موسى الذي أعلن انه سيترشح لانتخابات الرئاسة المصرية التي أطيح منها حسني مبارك الشهر الماضي بعد 30 عاما من الحكم الحديدي ان »الأمة العربية انتصرت على ذاتها، شعوبنا الآن ستقف بكل حزم في مواجهة أي طغيان يفرض عليها واقعا مؤلما مرفوضا بل مهينا».
وكانت آخر مرة يلتقي فيها المسؤولون العرب على المستوى الوزاري عندما أطيح بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد لفترة طويلة في انتفاضة فجرت احتجاجات حاشدة في أنحاء المنطقة، وأثار التمرد في تونس احتجاجات تجتاح منذ ذلك الحين دولا من اليمن الى الجزائر وأطاحت بالرئيس المصري وتهدد حاليا بالإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي من الحكم المستمر منذ أربعة عقود.
واضاف موسى «وأعظم ما تم هو ان حاجز الخوف قد انكسر»، وكان مقعد ليبيا خاليا، وأشاد وزراء خارجية الجزائر والسودان وسورية والأردن جميعهم بالشعوب العربية.
وحث وزير خارجية العراق هوشيار زيباري المسؤولين العرب على التعلم من خبرة وتجربة بلاده في إعادة الاعمار بعدما أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالمقبور صدام حسين عام 2003.
وقال زيباري ان الاحتجاجات الأخيرة في العراق تدفعها مظالم اجتماعية واقتصادية وليس مظالم وشكاوى سياسية.
وأضاف زيباري في افتتاح الدورة رقم 135 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية «ان المرحلة الحالية التي تمر بها منظومة العمل العربي مرحلة مهمة ومفصلية في مسيرتها حيث تقف أمام اكبر امتحان بتاريخها في مواجهة المستجدات والأحداث الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية». وتابع بقوله «إن الديموقراطية ومؤسساتها والتداول السلمي للسلطة وإطلاق الحريات العامة والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة هي الضامن الحقيقي لأي نظام يريد أن يحافظ على ثقة الجماهير وإيمان الشعب به».
ثم دعا المسؤولين الى قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمتا على أرواح الشهداء في تونس ومصر وليبيا وعدد من الدول العربية التي سقط فيها شهداء من اجل الإصلاح والتغيير.