قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي شاؤل موفاز إن الثورات في العالم العربي تلزم إسرائيل بالتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وسورية.
وحذر موفاز من أن عدم الاتفاق على تبادل أسرى مع حركة حماس سيجعل مصير الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط شبيها بمصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي فقدت آثاره في لبنان في العام 1986.
وحذر موفاز في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» ونشرتها امس من أن الجمود في عملية السلام يقرب الحرب المقبلة التي يرى أنها ستكون أصعب ومؤلمة أكثر من الحروب السابقة بين إسرائيل والعرب.
وقال إنه في أعقاب الثورات العربية «وفي الوضع الناشئ تزايدت أهمية اتفاقيات سلام مع الفلسطينيين والسوريين وهذا لا تفهمه الحكومة الإسرائيلية لأسفي».
وأضاف موفاز الذي تولى في الماضي منصبي وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «ابتعد عن العملية السياسية ويقارب الحرب المقبلة التي ستكون أصعب» من الحروب السابقة.
ورأى أن على إسرائيل العمل من أجل تحرير شاليط «بكل ثمن» وحتى بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين «ملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين».
ورفض الادعاء الإسرائيلي بأن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين معينين سيؤدي إلى تصعيد الهجمات ضد إسرائيل وشدد على أن «إسرائيل تعرف كيف تواجه أوضاعا كهذه».
وأضاف أن «الادعاء بأن صفقة تبادل أسرى ستشجع عمليات اختطاف (جنود أو مواطنين إسرائيليين) في المستقبل هو ادعاء ليس مقنعا».
وقال موفاز انه سينافس على رئاسة حزب كاديما وبدا واثقا من أنه سيتولى رئاسة الوزراء بعد الانتخابات المقبلة وشدد على أن رئيسة الحزب الحالية تسيبي ليفني ستتولى منصبا وزاريا رفيعا في حال شكل حكومة.
وعلى هذا الصعيد، يواجه نتنياهو ضغوطا هائلة من جانب المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين ما دفعه للتصريح بأن الدولة الثنائية القومية ستكون كارثة على إسرائيل.
لكن نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية لا تقل ثقلا عن تلك الخارجية وتتمثل في رفض قادة حزب الليكود الذي يتزعمه هو وحلفاؤه السياسيون في الحكومة بخفض وتيرة البناء الاستيطاني ويطالبونه بعدم الانصياع للمطالب الدولية.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس بأن هذه الضغوط دفعت نتنياهو إلى بلورة «خطة سياسية» والقول في اجتماعات مغلقة في الأيام الأخيرة إن في حال منع قيام دولة فلسطينية فإن «دولة ثنائية القومية ستكون كارثة على إسرائيل».
وقالت صحيفة «هآرتس» إنه وقوف أوروبا بحزم ضد إسرائيل خلال التصويت على مشروع القرار الفلسطيني لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي قبل أسبوعين وحصول إسرائيل بصعوبة بالغة على الفيتو الأميركي ضد إدانة كهذه إضافة إلى المحادثة الهاتفية القاسية بين نتنياهو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «هزت نتنياهو».
وكان نتنياهو قد بادر للاتصال بميركل الأسبوع الماضي للاحتجاج على تأييد ألمانيا لمشروع القرار الفلسطيني لكن المستشارة الألمانية ردت عليه بغضب قائلة «أنت لا تفعل شيئا من أجل السلام».
ويخشى نتنياهو في هذه الأثناء من خطوات دولية قريبة وأبرزها احتمال اتخاذ الرباعية الدولية قرارا غير مسبوق الأسبوع المقبل يقضي بالإعلان عن أن الدولة الفلسطينية ستقام استنادا إلى حدود العام 1967 مع تبادل أراض، كما أن بعض مسودات القرار ذكرت أن القدس الشرقية ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية.
ووفقا لـ «هآرتس» فإن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا الذين يشكلون إضافة إلى الولايات المتحدة الرباعية الدولية يتبادلون حاليا فيما بينهم مسودات لاتخاذ الرباعية قرارا يهدف إلى فرض تسوية على إسرائيل والفلسطينيين.