تعيش الخارجية الفرنسية حاليا حالة من الهلع خوفا من ظهور ويكيليكس فرنسي مماثل للموقع الأميركي الذي يقوم بنشر الوثائق السرية الأميركية في وقت تواجه فيه الخارجية الفرنسية هجوما شديدا بعد فشلها في توقع اندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا.
وذكرت مجلة «لوبوان» الفرنسية أن تعليمات مشددة صدرت لجميع العاملين بالخارجية الفرنسية بعدم تصوير الوثائق السرية أو البرقيات القادمة من سفراء فرنسا وأجهزة مخابراتها في الخارج حتى لا يتم تسريبها إلى موقع فرنسي مشابه لموقع ويكيليكس. وأضافت المجلة أن التعليمات شددت على أن كل من يريد الإطلاع على وثيقة أو برقية سرية عليه الاكتفاء بالإطلاع على الأصل فقط مع تفادي تصويرها إلا في أضيق الحدود مع التشديد على ضرورة التخلص من الصورة بإعدامها فور الاطلاع عليها.
يشار إلى أن الديبلوماسية الفرنسية لم تتوقع حدوث أي شيء في مصر وتونس لدرجة أن رئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون قبل دعوة الرئيس السابق حسني مبارك لتمضية إجازة أعياد الميلاد الأخيرة في مصر وهو نفس الخطأ الذي ارتكبته وزيرة الخارجية المقالة ميشال أليو مارى عندما أمضت اجازة أعياد الميلاد في تونس على نفقة رجل أعمال تونسي مقرب من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على. في سياق آخر، وصف مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج لمحطة التلفزيون البريطانية «اي تي في نيوز، الجندي الاميركي برادلي مانينغ المتهم بتسريب آلاف الملفات السرية للموقع بأنه «بطل لا مثيل له». ويدين مؤيدو مانينغ (23 عاما) اعتقال الجندي في سجن انفرادي في سجن كوانتيكو العسكري في فيرجينيا. وقال اسانج ان «احتجازه 10 اشهر في سجن انفرادي يعد معاملة تعسفية».
وكان ديفيد كومبز محامي مانينغ اتهم السلطات العسكرية الاميركية الخميس بإساءة معاملة موكله. وكتب المحامي على مدونته الالكترونية ان مانينغ ترك عاريا لمدة 7 ساعات داخل زنزانته في سجن كوانتيكو، مؤكدا ان «هذه المعاملة المهينة لا تغتفر ولا مبرر لها». وقال اسانج: «سواء كانت الاتهامات صحيحة او غير صحيحة انه اهم سجين سياسي اميركي». واضاف «اذا كانت الادعاءات صحيحة فهو بطل لا مثيل له». لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) نفى الانتقادات. وتابع «انظروا الى ما يحدث في الشرق الأوسط بعد نشرنا بعض الوثائق».
وكان الجيش الأميركي قرر توجيه 22 تهمة جديدة لمانينغ الأربعاء الماضي من بينها استخدام برنامج غير مسموح به في كمبيوترات حكومية وتهمة مساعدة العدو هي تهمة عقوبتها الإعدام. وأضافوا ان فريق الادعاء العام أوضح للدفاع أنهم لن يطالبوا بإنزال عقوبة الإعدام.