قال الباحث يوجين روغن، المتخصص في الاقتصاد والدراسات الشرقية في جامعة أوكسفورد، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تهدأ خلال 2011، متوقعا أن تجد معظم أنظمة المنطقة نفسها أمام خيارين، التطور أو مواجهة ثورات الشعوب، ورأى أن الشق السياسي من المطالب يحمل نفس أهمية الشق الاقتصادي.
وقال روغن إن الأمر لا يتعلق بتوفير الوظائف ومعالجة الأزمات الاقتصادية فحسب، بل بوضح حلول سياسية تضمن الديموقراطية الدائمة، متوقعا أن تكون الأحداث الجارية في المنطقة حاليا مقدمة لإطلاق شرارة عصر نهضة عربية عامة. وأضاف روغن: الديموقراطية يجب أن تؤخذ لا أن تعطى، وقد أخذها المصريون والتونسيون بثورات شعبية، ولكنه حذر من أن الثورات دائما ما تجلب معها الفوضى، مشيرا إلى أن عودة للاستقرار في أسواق مصر وتونس لن تبدأ قبل تلمس العالم لانطلاق المرحلة الانتقالية وظهور مؤسسات المجتمع الديموقراطي. ونفى روغن، في حديث لبرنامج «أسواق الشرق الأوسط سي .ان .ان» إمكانية أن تؤثر الأحداث الجارية في قدرة الدول العربية على الانخراط في العولمة، رغم المطالب الاقتصادية التي تسير بعكس اتجاه المسار الاقتصادي العالمي عبر المطالبة بتحسين الرواتب وبعقود عمل جديدة، رغم الأزمة المالية الراهنة. وتابع: «وبكلام آخر، يمكن أن نشهد ثورات شعبية تطيح بالديكتاتوريات، كما حصل بمصر وتونس، ولكن الأنظمة الجديدة سيكون عليها مواجهة المشاكل نفسها، وهي توفير وظائف في بيئة اقتصادية عالمية صعبة». وحول القلق حيال إمكانية وصول أحزاب إسلامية أو معارضة للسلطة وليس لديها رؤية اقتصادية أو سياسية واضحة قال روغن: «من المهم رؤية كيف خاض تنظيم مثل الإخوان المسلمين خضم الأحداث المصرية والطريقة التي عرض من خلالها قوته، فقد قرر ألا يرشح أحدا للرئاسة أو يرشح ما يكفي من النواب للفوز بالأغلبية في البرلمان». وتابع: هذا ربما يعكس في جانب منه حقيقة أن التنظيم يدرك عدم قدرته على حل جميع المعضلات الحالية، والفكرة الموجودة اليوم في مصر هي السماح للجميع بالحصول على فرصة سياسية متساوية بحيث لا يتعرض أحد للإقصاء السياسي. وأضاف: «ما سنراه لاحقا هو إما مرحلة من التطور، تحاول خلالها بعض الأنظمة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية قبل أن تطيح بها ثورات شعبية، أو استمرار للثورات».