أحمد جوتاري شاب عاطل عمره 28 عاما يسكن العاصمة الجزائرية واعتاد ان يعامل باستعلاء على مدى سنوات عندما يطلب من المسؤولين المحليين الحصول على فرصة عمل.
لذا فقد اصيب بصدمة عندما توجه الاسبوع الماضي الى مكتب رئيس بلدية المنطقة التي يقطنها.. اذ قابله رئيس البلدية شخصيا واستضافه في مكتبه وابلغه بأنه سيساعده.
وقال جوتاري لرويترز «لقد كان الامر مذهلا لدرجة اني سألت نفسي عما اذا كان سيحضر لي قهوة. وكأننا لم نكن نعامل قبل ثلاثة اشهر مثل الكلاب بل ان حراس الامن لم يكونوا ينظرون الينا».
هذه ليست حالة فردية.. فالموظفون الجزائريون الذين يركنون عادة الى الاسترخاء يقومون حاليا بتسليم قروض الاعمال ولا يفرضون عقوبات على قائدي السيارات الذين يخرقون قواعد المرور ويتساهلون مع المتهربين من الضرائب ويغضون الطرف عن المشتغلين بالتجارة دون رخصة.
الامر الذي تغير هو التمرد في مصر وتونس ومناطق اخرى من العالم العربي. قادة الجزائر الذين يخشون ان تشهد بلادهم انتفاضة شعبية مماثلة يعكفون على اتخاذ خطوات غير مسبوقة لمحاولة كسب الشعب في صفهم.
ويقول منتقدو الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة انه رغم موارد الجزائر الضخمة من النفط والغاز الا انها تعاني من مشكلات هيكلية عميقة تتمثل في الافتقار للحريات الديموقراطية وتفاقم البطالة وسوء اوضاع السكن. وهذه قضايا لا يمكن حلها بين عشية وضحاها لذلك تتصدى السلطات للمشكلات التي يمكن حلها. وقال محمد لعقاب المحلل السياسي ومدرس العلوم السياسية بجامعة الجزائر «هذا مجرد اسبرين يعطى لمريض يعاني من السرطان. انه سيسكن الالم لفترة لكنه لن يحل المشكلة». لكن يبدو أن الحكومة لا تتجاهل المشكلات الكبرى.