بيروت - أحمد عزالدين
مع اقتراب الموعد الجديد للاستحقاق الرئاسي تتراجع أجواء التفاؤل التي سادت بعد تأجيل الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية الى 23 من الشهر الجاري، وتاليا امكان اكتمال النصاب وسط سباق بين التصعيد والمساعي الوفاقية المتوقع تعزيزها في الأيام التي تسبق الموعد، حيث ينتظر وصول عدد من المسؤولين الغربيين الذين يحرصون على ابقاء وتيرة التصعيد تحت السيطرة اذا كان الحل متعذرا، وبانتظار ذلك فإن المشاورات قد توقفت مع غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري مع تخوف من دفع الامور نحو احد خيارين: اما الفراغ، او اللجوء الى الانتخاب بالنصف زائد واحد مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة.
ولعل ابرز المتضررين من اجواء التصعيد الذي ازدادت حدته اخيرا هو اجتماع ممثلي قادة الموارنة مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، حيث اكد مصدر من البطريركية المارونية ان لقاء قادة الموارنة من المعارضة مع البطريرك قد ارجئ من دون ان يوضح الاسباب. في حين اكد ان الاجتماع المقرر عقده اليوم لممثلي الموارنة في الموالاة «لايزال قائما».
وقال المصدر «ارجئ الاجتماع المقرر عقده اليوم الخميس (امس) مع ممثلي المعارضة المارونية في مقر البطريركية في بكركي الى موعد يحدد لاحقا».
وتقول مصادر نيابية ان الملف اللبناني أمام مرحلة انتظار لمعرفة المنحى الاقليمي، أقله لما بعد المؤتمر الدولي الذي دعت اليه الادارة الأميركية في منتصف نوفمبر المقبل، ومدى المشاركة العربية فيه والنتائج التي قد تسفر عنه، ذلك انه في ضوء نتائج هذا المؤتمر سيتقرر اسلوب التعاطي ووسائله مع الكثير من الملفات المؤجلة في المنطقة من الوضع في غزة، وصولا الى الملف النووي الايراني وقبل كل ذلك الوضع في لبنان.
وتلاحظ المصادر النيابية انه في مرحلة الانتظار هذه تلجأ معظم قوى المعارضة الى مهادنة النائب سعد الحريري، مع استمرار التصويب على النائب وليد جنبلاط وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وفي هذا الاطار تشير الى تعثر محاولات فتح خطوط اتصال بين العماد عون وأقطاب الموالاة، خصوصا كلا من الحريري وجنبلاط، وتشير المصادر الى ان بعض اطراف الموالاة حاولت الاستفادة من المبادرة التي اطلقها عون بالدعوة الى الاجتماع حول طاولة للاتفاق، مبديا استعداده للتوقيع على ما يتفق عليه لأنه صاحب قرار وليس كالآخرين بحاجة الى ضوء أخضر من غيره.
الصفحة في ملف ( pdf )